أزمة بين فينيسيوس وريال مدريد.. اللاعب يتهم والنادي يرد بقوة
الخرطوم : بلو نايل بوست

في تصعيد جديد وخطير داخل أسوار نادي ريال مدريد، اشتعلت أزمة مفتوحة بين النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور وإدارة النادي الملكي، بعدما اتهم اللاعب الإدارة بالكذب عليه والتضليل بشأن ملف تجديد عقده، ليرد النادي ببيان غير معتاد اللهجة، وصف فيه تصريحات اللاعب بأنها “غير مسؤولة”، مؤكدًا أن المشكلة الحقيقية هي تراجع مستواه الفني.الأزمة التي بدأت خلف الأبواب المغلقة، خرجت فجأة إلى العلن، كاشفة عن تصدعات غير مسبوقة بين أحد أبرز لاعبي الفريق وبين الإدارة التي طالما احتضنته ودافعت عنه في وجه الانتقادات.
بداية الخلاف.. “وعود لم تُنفذ”
وبحسب مصادر مقربة من اللاعب، فإن فينيسيوس يشعر بخيبة أمل شديدة تجاه إدارة ريال مدريد، والتي – حسب قوله – وعدته بتحسين بنود عقده ومكافأته على التضحيات التي قدمها للفريق في المواسم الماضية، خاصة في ظل اهتمام عدة أندية أوروبية كبيرة بالحصول على خدماته.
فينيسيوس صرّح لمقربين منه، وتم تسريب كلامه للإعلام الإسباني:
“لقد كذبوا عليّ. قالوا إن العقد سيُجدد بشروط تحترم ما قدمته للنادي، لكن لم يحدث شيء. لا أحد يرد على مكالماتي، ولا أحد يوضح لي موقفي.”
هذا التسريب أثار عاصفة إعلامية، وزاد من الضغوط على إدارة النادي التي كانت تتعامل بهدوء مع ملف تجديد عقد اللاعب، بانتظار تحسن مستواه الفني بعد موسم مخيب.
رد ريال مدريد.. لا مساومة في الأداء
وجاء الرد من إدارة ريال مدريد سريعًا وقويًا، حيث نُشر عبر الصحافة المقربة من النادي تصريحات تفيد بأن مستوى فينيسيوس تراجع كثيرًا في الموسم الماضي، وأنه لم يعد اللاعب الحاسم كما كان في السابق، وبالتالي فإن مسألة تحسين العقد ليست أولوية الآن.
وقال مصدر إداري في النادي لصحيفة “ماركا”:
“فينيسيوس لاعب مهم، لكنه يعرف جيدًا أن مستواه هذا الموسم لم يكن مقنعًا. لا يمكن الحديث عن تجديد أو رفع راتب في ظل هذا الأداء. نحن نركز على من يقدّم، وليس من يتذمر.”الإدارة شددت على أن النادي لا يتعرض لأي ضغوط إعلامية أو فردية، وأنها لن تفتح باب التفاوض تحت الضغط، خاصة في وقت تتحضر فيه لتدعيم الفريق بأسماء جديدة قادرة على صنع الفارق.
الجماهير منقسمة.. وقلق من تأثير الأزمة
الجدل امتد إلى جماهير النادي على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من يدافع عن فينيسيوس ويعتبر أنه تعرض للخذلان من النادي بعد أن ضحى كثيرًا وبقي في مدريد رغم العروض الضخمة، وبين من يرى أن اللاعب أصبح يفتعل المشاكل لتغطية تراجع مستواه، وأنه بحاجة للتركيز على الملعب لا التصريحات.الجمهور المدريدي، المعروف بمطالبته الدائمة بالأداء، بدأ يُبدي تذمرًا واضحًا من تكرار تصرفات فينيسيوس، خاصة في المباريات الحاسمة التي غاب عنها تأثيره، ما زاد من الضغط عليه، في وقت بات فيه مكانه مهددًا بوصول لاعبين جدد مثل مبابي أو لامين يامال.
ما بعد التصعيد.. مستقبل غامض
الوضع الآن يبدو مشحونًا داخل غرفة ملابس ريال مدريد، حيث تشير التقارير إلى أن العلاقة بين اللاعب وبعض أعضاء الجهاز الفني ليست على ما يُرام، خصوصًا في ظل الملاحظات المتكررة على انضباطه التكتيكي في الملعب.في الوقت نفسه، بدأت أندية أوروبية، خاصة من الدوري الإنجليزي، ترصد الموقف عن كثب، على أمل استغلال التوتر القائم للتفاوض مع اللاعب، في حال قرر النادي عرضه للبيع أو فتح باب الانتقالات أمامه.لكن المؤكد حتى الآن أن ريال مدريد لن يتخلى عن اللاعب بسهولة، ولن يرضخ لأي ضغوط لتجديد عقده بالشروط التي يطلبها، قبل أن يثبت أحقيته بذلك داخل المستطيل الأخضر.
كلمة أخيرة: هل انتهت قصة الحب؟
فينيسيوس الذي طالما اعتبره جمهور مدريد “ابن النادي”، قد يكون اليوم أمام منعطف خطير في علاقته بريال مدريد.
الوعود التي لم تُنفذ، والمستوى الفني الذي تراجع، والردود الإعلامية المتبادلة، كلّها عناصر تؤشر إلى أزمة ثقة عميقة.
وما بين اتهام بالكذب ورد على شكل توبيخ، يبقى السؤال: هل نحن أمام نهاية وشيكة لقصة فينيسيوس في مدريد؟
الأيام القادمة ستكون حاسمة، وقرار اللاعب في الرد داخل الملعب – أو خارجه – سيحدد مصيره.