أفضل لاعب فى آسيا… أكرم عفيف يطارد إنجازًا غير مسبوق

الخرطوم : بلو نايل بوست

يُعدّ أكرم عفيف اليوم واحدًا من أبرز الأسماء في كرة القدم الآسيوية، وقد صار اسمه مرادفًا للتألق والمهارة والفعالية أمام المرمى. هذا النجم القطري، الذي نشأ في نادي السد وتدرّج في صفوفه قبل أن يخوض تجارب قصيرة في أوروبا، نجح في أن يضع نفسه بين النخبة في القارة الصفراء بفضل أدائه المتوازن بين الإبداع الفني والذكاء التكتيكي.

منذ فوزه الأول بجائزة أفضل لاعب في آسيا عام 2019، أثبت عفيف أن ذلك التتويج لم يكن مصادفة. عاد في عام 2023 ليظفر بالجائزة مرة ثانية، مؤكّدًا تفوقه على كبار لاعبي القارة. وقدّم خلال كأس آسيا الأخيرة أداءً مذهلًا جعله حديث الجماهير والمحللين على السواء؛ فقد سجّل ثمانية أهداف وصنع ثلاثة أخرى، كما قاد منتخب بلاده للتتويج باللقب للمرة الثانية في تاريخه، مسجلًا ثلاثية في النهائي أمام الأردن من ركلات جزاء بثقة أعادت للأذهان نجومًا كبارًا تركوا بصماتهم في النهائيات.

ما يميّز أكرم عفيف ليس فقط قدرته على التسجيل، بل رؤيته الميدانية وذكاؤه في التحرك وصناعته للفرص. في دوري نجوم قطر، كان القوة الضاربة لنادي السد، حيث أنهى الموسم بأرقام قياسية في التهديف وصناعة اللعب، مسهمًا في تتويج فريقه بالدوري وكأس الأمير. هذه الأرقام جعلته من أكثر اللاعبين تأثيرًا في الدوريات الآسيوية.

لكن عفيف لا يكتفي بما حققه، فهو يسعى الآن إلى إنجاز غير مسبوق: أن يصبح أول لاعب في التاريخ يفوز بجائزة أفضل لاعب في آسيا ثلاث مرات. هذا الهدف يبدو في متناوله إذا استمر في مستواه الحالي، خاصة أنه بات مرشحًا قويًا للفوز بالجائزة لعام 2025. وفي حال تحقق ذلك، سيضع اسمه في موقعٍ استثنائي إلى جانب أساطير القارة مثل ناكاتا وشونسوكي ناكامورا وسيرفر جيباروف، متجاوزًا إياهم في عدد مرات الفوز.

ومع أن الإنجازات الفردية مهمة، فإن طموح عفيف يتجاوزها إلى تحقيق البطولات القارية الكبرى مع ناديه السد، وعلى رأسها دوري أبطال آسيا بنسخته الجديدة. هذا اللقب تحديدًا هو ما ينقص مسيرته ليكتمل المجد، ولعل استقرار الفريق فنيًا ودعم الإدارة يساعدانه على بلوغ تلك الغاية.

لا تخلو مسيرة أي نجم من التحديات؛ فالمنافسة القوية من لاعبين كُثر في شرق القارة، مثل الياباني ميتوما والسعودي سالم الدوسري، تجعل الفوز المتكرر بالجائزة صعبًا. كما أن ضغط الاستمرارية البدنية والنفسية قد يؤثر مع مرور المواسم. غير أن عفيف أثبت أنه لاعب يتمتع بعزيمة هادئة وقدرة على التجدّد، وهو ما يُبقيه في الصدارة عامًا بعد عام.

لقد تجاوز عفيف مرحلة “اللاعب الموهوب” إلى “النجم القائد” الذي يصنع الفارق في كل مواجهة. وإذا تمكن من الحفاظ على مستواه وإضافة إنجازات جديدة، فقد يكون أول لاعب قطري يُصنَّف بين رموز كرة القدم في القارة الآسيوية كلها، وربما تتسع إنجازاته لتصل إلى الساحة العالمية. وكما يُقال: «من جدَّ وجد، ومن سار على الدرب وصل»، ويبدو أن أكرم عفيف يسير بخطى ثابتة نحو مجدٍ لا يشبه إلا طموحه.

mohamed

بلو نايل بوست هي منصة إخبارية محلية وعالمية تهتم بنقل وتغطية الأحداث بكل مصداقية وحيادية. تسعى المنصة لتقديم تقارير دقيقة وشاملة عن الأحداث الجارية في مختلف المجالات، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي. يعمل فريق بلو نايل بوست على توفير معلومات موثوقة ومحايدة للقراء، بهدف توفير منصة إخبارية تساهم في زيادة الوعي والتثقيف في المجتمع. #بلو_نايل_بوست Blue Nile Post

مواضيع فى نفس السياق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى