الشرطة الإسبانية توقف مشجع أوفييدو بسبب إساءات عنصرية للاعبي ريال مدريد
الخرطوم : بلو نايل بوست

أصبحت واقعة اعتقال مشجع نادي أوفييدو بعد إساءاته العنصرية ضد لاعبي ريال مدريد حديث الشارع الرياضي في إسبانيا وأوروبا، بعدما فجّرت جدلًا واسعًا حول استمرار هذه الظاهرة في ملاعب “الليغا” رغم حملات التوعية والمواقف الرسمية السابقة.
الحادثة وقعت خلال المباراة الأخيرة بين الفريقين، حيث رصدت الكاميرات وبعض الشهود هتافات عنصرية موجّهة نحو لاعبي ريال مدريد، ما دفع إدارة النادي الملكي إلى تقديم بلاغ عاجل للسلطات المختصة. الشرطة بدورها تحركت بسرعة، وحددت هوية المتورط وألقت القبض عليه وسط تأكيدات بأن ملفه سيُحال إلى القضاء لتطبيق العقوبات اللازمة.
هذه الواقعة ليست الأولى التي يتعرض لها لاعبو ريال مدريد، خصوصًا النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي كان ضحية للعنصرية في أكثر من ملعب إسباني خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي دفعه لانتقاد الاتحاد الإسباني ورابطة “الليغا” لعدم اتخاذهما خطوات أكثر صرامة. الجديد هذه المرة هو أن السلطات الأمنية تحركت بسرعة، ما يعطي انطباعًا بأن هناك إرادة حقيقية لمواجهة هذه الظاهرة.
إدارة نادي أوفييدو سارعت إلى إصدار بيان رسمي أكدت فيه رفضها القاطع لأي شكل من أشكال العنصرية، معتبرة أن سلوك المشجع المعتقل لا يمثل القيم التي يؤمن بها النادي ولا جمهوره، وتعهدت بالتعاون الكامل مع الجهات القانونية والرياضية لمعاقبته. في المقابل، شدد ريال مدريد في بيانه على أنه لن يتسامح مع أي إساءة عنصرية تطال لاعبيه، مؤكدًا أنه سيواصل الدفاع عنهم قانونيًا داخل وخارج إسبانيا.
ردود الأفعال جاءت قوية؛ الصحافة الإسبانية اعتبرت أن هذه الحادثة تشوّه صورة كرة القدم المحلية أمام العالم، بينما أشادت بعض الأصوات بالتحرك السريع للشرطة باعتباره رسالة ردع لأي شخص قد يفكر في تكرار مثل هذه الأفعال. أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أطلق المشجعون حملات تضامن مع لاعبي ريال مدريد، رافعين شعارات تدعو إلى “كرة قدم بلا عنصرية”.
باختصار، اعتقال مشجع أوفييدو يعكس بداية تغيير في التعامل مع قضايا العنصرية في الملاعب الإسبانية، لكنه في الوقت نفسه يؤكد أن الطريق لا يزال طويلًا نحو القضاء على هذه الظاهرة التي تهدد قيم الرياضة وتشوّه سمعتها.