تامارا كورباتش ترد بغضب: “أنا لست آلة رهان.. اتركوا حياتي وشأنها”
الخرطوم : بلو نايل بوست

في ظاهرة باتت تتكرر بشكل متزايد في عالم الرياضة، خاصة رياضة التنس، خرجت اللاعبة الألمانية تامارا كورباتش لتكشف عن معاناة نفسية صعبة تتعرض لها جراء رسائل الكراهية التي تصلها من بعض المراهنين الذين راهنوا على خسارتها ويتمنون موتها.في تصريحات علنية عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، عبرت كورباتش عن ألمها وحيرتها من حجم الرسائل المسيئة التي تصلها بعد كل مباراة، وقالت بصراحة:”تراهنون على مبارياتي وتتمنون موتي… لماذا كل هذا الحقد؟
إذا كنتم تكرهونني لهذه الدرجة، لماذا تتابعونني؟ ولماذا تراهنون على خسارتي؟
الأفضل أن تركزوا على حياتكم بدلاً من التمني لي بالموت.”
هذه الكلمات أثارت موجة من التعاطف والدعم من مجتمع التنس، لكنها في الوقت ذاته سلطت الضوء على جانب مظلم جداً من رياضة التنس الحديثة.وفقاً لتقارير عدة صدرت عن رابطة لاعبات التنس المحترفات (WTA)، فإن نسبة كبيرة من الرسائل المسيئة التي تتلقاها اللاعبات تأتي من مراهنين غاضبين خسروا أموالهم نتيجة نتائج غير متوقعة في المباريات. هذه المراهنات تتسبب في خلق جو من التوتر والضغط النفسي على اللاعبات.المراهنون لا يكتفون فقط بالتعبير عن غضبهم، بل يصل الأمر أحياناً إلى التهديدات بدعوات الموت أو إيذاء اللاعبين، ما يجعل من ممارسة التنس في مثل هذه الظروف تحدياً مضاعفاً.ليست تامارا وحدها التي تعاني من هذه الظاهرة، فقد تحدثت عدة لاعبات من مختلف دول العالم عن تعرضهن لرسائل مسيئة أو تهديدات بعد خسائر مباغتة، منها البريطانية كاتي بولتر والفرنسية كارولين غارسيا. وقد وصلت الأمور أحياناً إلى استهداف عائلات اللاعبات، مما يضطر بعضهن لاتخاذ إجراءات قانونية أو تقليل تفاعلهن على مواقع التواصل.
العنف الرقمي الذي تتعرض له لاعبات التنس يؤثر بشكل مباشر على أدائهن وثقتهن بأنفسهن، كما ينعكس سلباً على صحتهم النفسية. الكثير من اللاعبين أقروا بأنهم يعانون من ضغوط كبيرة تجعلهم يفكرون في الابتعاد عن اللعبة أو تقليل ظهورهم الإعلامي.أثارت تصريحات كورباتش ردود فعل واسعة داخل مجتمع التنس والرياضة بشكل عام، حيث طالب كثيرون بوضع قوانين صارمة ضد الإساءة الإلكترونية وحماية اللاعبين من المضايقات.
رابطة لاعبات التنس المحترفات (WTA) أعلنت مؤخراً عن إطلاق مبادرات جديدة لتعزيز سلامة اللاعبات على الإنترنت، من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد الرسائل المسيئة والتعامل معها بسرعة.أكدت كورباتش أنها تحاول التركيز على مسيرتها الرياضية وأنها تدعم نفسها بالطاقم الفني والعائلة والأصدقاء، مشددة على ضرورة عدم السماح لتلك الرسائل بالتأثير على حياتها.
كما أكدت أهمية التوعية بمخاطر العنف الرقمي وضرورة وقوف الجميع ضد مثل هذه السلوكيات.قصة تامارا كورباتش تذكير حقيقي بأن وراء كل مباراة، وكل نتيجة، هناك إنسان له مشاعر وأحلام، وليس مجرد رقم في جداول المراهنات.ولكي تستمر الرياضة بروحها النبيلة، يجب على الجماهير والمراهنين أن يحترموا الرياضيين، ويبتعدوا عن السلوكيات السلبية التي لا تخدم سوى نشر الكراهية والألم.