ريال مدريد ينسحب من المشاركة في حفل الكرة الذهبية رسمياً
الخرطوم : بلو نايل بوست

أثار نادي ريال مدريد جدلاً واسعاً في الأوساط الكروية بعدما أعلن رسمياً قراره مقاطعة حفل الكرة الذهبية، الذي تنظمه مجلة “فرانس فوتبول” سنوياً في العاصمة الفرنسية باريس. القرار جاء مفاجئاً للكثيرين، خاصة أن النادي الملكي يمتلك تاريخاً طويلاً مع الجائزة، حيث ارتبط اسمه بتتويج العديد من أساطيره وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو، لوكا مودريتش، وكريم بنزيما.
إدارة ريال مدريد أوضحت أن الخطوة جاءت نتيجة تحفظات على طريقة إدارة الجائزة في السنوات الأخيرة، حيث يرى مسؤولو النادي أن المعايير لم تعد تعكس الأداء الفعلي للاعبين على أرض الملعب، بل باتت تخضع لتأثيرات إعلامية وتسويقية. مصادر مقربة من النادي أشارت إلى أن الشعور السائد في “سانتياغو برنابيو” هو أن بعض لاعبي الفريق لم يحظوا بالتقدير الكافي رغم إنجازاتهم الفردية والجماعية، ما دفع الإدارة لاتخاذ موقف حازم بعدم المشاركة في الحفل.
غياب ريال مدريد عن الاحتفالية يُعتبر حدثاً استثنائياً، إذ لطالما كان النادي جزءاً أساسياً من مشهد الكرة الذهبية عبر تاريخه. ويكفي التذكير بأن آخر تتويج فرنسي بالكرة الذهبية حمل توقيع نجم الميرنغي كريم بنزيما في 2022، بعد موسم تاريخي قاد فيه الفريق للتتويج بدوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني.
ردود الفعل على القرار تباينت بين مؤيد ومعارض. فبينما رأى البعض أن الخطوة تعكس قوة شخصية النادي وحرصه على الدفاع عن لاعبيه ضد ما يصفونه بـ “الظلم الإعلامي”، اعتبر آخرون أن الغياب عن حفل عالمي كهذا قد يسيء لصورة ريال مدريد كأحد أعمدة كرة القدم الأوروبية والعالمية.
الصحافة الإسبانية بدورها خصصت مساحات واسعة للقرار، حيث اعتبرت صحيفة “ماركا” أن النادي يريد إرسال رسالة احتجاج قوية لمنظمي الجائزة، بينما أشارت “آس” إلى أن الرئيس فلورنتينو بيريز يقود حملة لإعادة النظر في آليات التصويت التي تمنح الأفضلية لبعض اللاعبين على حساب آخرين.
أما على الصعيد الجماهيري، فقد انقسمت آراء مشجعي ريال مدريد بين مؤيدين يرون أن الحفل فقد الكثير من نزاهته في السنوات الأخيرة، وبين منتقدين يعتقدون أن المقاطعة تحرم لاعبي الفريق من الظهور في مناسبة قد تكون فرصة لتكريم جهودهم على الساحة العالمية.
وفي الوقت الذي يستمر فيه الجدل، يبقى المؤكد أن قرار ريال مدريد سيضيف مزيداً من الإثارة على الحفل المقبل، إذ ستفتقده واحدة من أكثر الأندية تأثيراً في تاريخ الكرة الذهبية. كما أن الخطوة قد تفتح الباب أمام أندية أخرى لإعادة التفكير في مشاركتها إذا شعرت أن المعايير لم تعد منصفة بحق لاعبيها.
وبين التأييد والانتقاد، يبقى السؤال مفتوحاً: هل ستدفع هذه المقاطعة القائمين على الجائزة لإعادة النظر في آلياتها، أم أن الكرة الذهبية ستواصل مسارها دون الالتفات لاعتراضات النادي الملكي