قائد الوسط التاريخي بوسكيتس يعلن اعتزاله كرة القدم
الخرطوم : بلو نايل بوست

أعلن النجم الإسباني سيرجيو بوسكيتس، أحد أبرز لاعبي خط الوسط في تاريخ كرة القدم، اعتزاله الرسمي بعد مسيرة حافلة امتدت لما يقارب عقدين من الزمن في الملاعب، حصد خلالها الألقاب والإنجازات مع نادي برشلونة والمنتخب الإسباني. وجاء قرار بوسكيتس ليشكل نهاية حقبة مميزة عرف فيها العالم لاعباً استثنائياً جمع بين الذكاء التكتيكي والهدوء والثبات في الملعب، ليصبح رمزاً لمركز الوسط الدفاعي الذي أعاد تعريفه بطريقته الخاصة.
بوسكيتس، الذي نشأ في أكاديمية برشلونة “لا ماسيا”، صعد إلى الفريق الأول في عام 2008 تحت قيادة المدرب بيب غوارديولا، وسرعان ما أثبت نفسه كلاعب لا غنى عنه في خط الوسط بفضل قدرته على قراءة اللعب، وافتكاك الكرات، وتوزيعها بدقة عالية. وخلال مسيرته مع الفريق الكتالوني، توج بوسكيتس بكل الألقاب الممكنة تقريباً، حيث فاز بلقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات، والدوري الإسباني ثماني مرات، إلى جانب عدد كبير من الكؤوس المحلية والقارية.
أما على الصعيد الدولي، فقد كان بوسكيتس أحد الركائز الأساسية في الجيل الذهبي للمنتخب الإسباني الذي هيمن على كرة القدم العالمية بين عامي 2008 و2012، حيث توج بلقب كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا وببطولة كأس الأمم الأوروبية 2012، مؤكداً مكانته كأحد أكثر اللاعبين تأثيراً في تاريخ الكرة الإسبانية.
بوسكيتس لم يكن لاعباً استعراضياً أو صاحب أرقام تهديفية كبيرة، لكنه كان قلب الفريق النابض وصمام الأمان الذي يربط الدفاع بالهجوم. كثير من المحللين والمدربين اعتبروه لاعباً استثنائياً يصنع الفارق بهدوئه وقراءته المثالية للملعب، وهو ما جعله قدوة للعديد من لاعبي الوسط الشباب حول العالم.
قرار الاعتزال جاء في مرحلة اعتبرها الكثيرون طبيعية، حيث فضل بوسكيتس إنهاء مسيرته وهو ما زال قادراً على العطاء، بدلاً من الانتظار حتى يتراجع مستواه. النجم الإسباني أكد في كلمته الوداعية أن كرة القدم منحته كل شيء، وأنه ممتن لكل لحظة عاشها في المستطيل الأخضر، موجهاً الشكر إلى برشلونة والمنتخب الإسباني وزملائه والجماهير التي دعمته طوال مسيرته.
برحيل بوسكيتس عن الملاعب، تفقد كرة القدم واحداً من أفضل لاعبي الارتكاز في التاريخ، وستظل مسيرته مرجعاً للأجيال القادمة التي ستتعلم من أسلوبه الفريد. ويبقى السؤال المطروح الآن: هل يتجه بوسكيتس إلى مجال التدريب أو الإدارة الرياضية لمواصلة تأثيره على عالم كرة القدم من خارج الخطوط، أم سيأخذ فترة استراحة قبل أن يحدد خطوته القادمة.