“قوات صديقة” .. الطريق الأقصر للسلاح النوعي وحماية حدود البلاد…
الخرطوم :بلو نايل بوست Blue Nile Post

*لماذا لا تستطيع تركيا أو أحد حلفاء السودان مده بسلاح نوعي ومسيرات من طراز متقدم يقلب موازيين المعركة؟؟*
أ. طارق أرباب
*BNile* 02/11/2025
“القوات الصديقة”.. هو الطريق الأقصر للسلاح النوعي وحماية حدود البلاد..
ذلك أقصر طريق،، وأسهل وأيسر وأوثق سيطرة..
وليس جلب براثن الأعداء عبر استجلاب “قوات دولية” أممية!!
الحلفاء لنا يستطيعون القدوم بتقانتهم وعتادهم النوعي، ولكنهم لا يستطيعون تقديم السلاح النوعي من على البعد لأي دولة..
هذا ما لم يتمكن العوام من فهمه ودرايته.. لذا أقول..
السؤال:
*لماذا لا تستطيع تركيا أو أحد حلفاء السودان مده بسلاح نوعي ومسيرات من طراز متقدم يقلب موازيين المعركة؟*
السبب هو وجود قواعد عامة ثابتة، تحكُم النظام العالمي وترتبط بي حفظ النظام العالمي، وعدم التأثير على موازيين القوى بما يصنع خللاً في إدارة الشأن الدولي..
وخاصة فيما يرتبط بالسلاح “الهجومي” أو دعم “القدرات الهجومية” لدول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
منها قاعدة: أن يكون السلاح الجوي احتكاراً للدول والحكومات، دون المنظمات والجماعات والمليشيات..
وعدم تسرُّب السلاح من الحكومات إلى الجماعات الارهابية او المتطرفة..
يرتبط كذلك بمنع تمويل الدول والأنظمة المارقة، التي قد تصل للسلطة عبر انقلابات عسكرية، أو تشكل تهديداً على السلم والأمن الدوليين لتبنيها سياسات توسعية أو أيدلوجيات عابرة للحدود..
حتى الولايات المتحدة لا تستطيع علناً تسليح كل من تريد تسليحه، ولا حتى الحكومة الافغانية التي كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد نظمتها بنفسها وكونت لها “جيش وطني” أفغاني اثر احتلالها لأفغانستان.. كما لم تستطع الولايات المتحدة من تسليح “تنظيم سوريا الديمقراطية” التي يُقال عنها بأنها تابعة لها..
كما أنها “الدول الغربية” مجتمعة، غير قادرة على منح أوكرانيا أسلحة استراتيجية من شأنها قلب موازيين المعركة.
تسليح الدول والجماعات هو ملف كبير يصعب شرحه للقارئ العام.. لكن لو لاحظ القارئ للتحقيقات البريطانية والأمريكية الداخلية المتواصلة عن: ((كيف وصل السلاح البريطاني لأيدي قوات كذا وكذا..؟)) و ((كيف وصلت صواريخ كذا الأمريكية لأيدي كذا وكذا))
لفهم حساسية الملف..
سؤال:
لماذا لم يتم حتى اليوم السماح لليابان كدولة من تكوين جيش وانتاج وصناعة السلاح برغم أن اليابان اليوم حليف غربي يأتي ترتيبه في رأس قائمة دول الحضارة الدولية القائمة..
سؤال: لماذا لم تمتلك بوكو حرام، أو حركة كذا وكذا لسلاح جو أو “سلاح طيران”؟
لماذا السلطة الفلسطينية ما زالت تسعى جاهدة جداً منذ وقوع الاحتلال، بأن تعترف الأمم المتحدة بدولة فلسطين كدولة، رغم أن الجميع يعلم بأنها دولة!؟!
الاجابة المختصرة، لأنه بمجرد الاعتراف أي دولة كدولة كاملة السيادة، يمكنها عندها “تكوين جيش وطني معترف به” وعندها يمكنها الحصول على “سلاح نوعي” وتقانة عسكرية، وتبادل تجاري عسكري مُتقدم علناً وسراً،، مما يُسهم في حفظ موازيين القوة بين فلسطين وعموم دول المنطقة، الأمر الذي يمكنه إحداث تغيرات واسعة في ملف قضية الصراع الفلسطيني.
ملف السلاح، والعتاد العسكري، والقدرات الهجومية والدفاعية مجال معقّد و *”محكوم بقواعد صارمة جداً”* لا يمكن تجاوزها دون انفجار أزمة دبلوماسية وسياسية تمس اهتزاز النظام العالمي برمته.
قرأت قبل أيام منشورات متداولة تطالب باستبدال التوجه الشعبي السوداني من استقطاب “قوات دولية محايدة” بتوجّه مباشر لاستقطاب *”قوات صديقة”* لوجستية، وذات قدرات عالية، نوعية، ومتقدمة.. كالتي أتت بها ليبيا أيام صدها لقوات حفتر حينما هاجم العاصمة طرابلس وبدأ التقدم نحوها وأعلن انه سيقوم باحتلالها خلال أيام قليلة، قبل حصول ليبيا على دعم تركي بقوات قليلة قتالية لوجستية متقدمة، وتبديدها لحكم حفتر لعاصمة ليبيا..
المقال المتداول تحدث كذلك عن استعانة قطر السابقة بقوات تركية لتأمين حدودها البرية الغربية مع الخليج أيام ما سمته قطر بعدوان دول المحور العربي.. والتي كانت قد ضربت حصار سياسي عليها.. كما حثّ المقال السودانيين لاتخاذ خطوات مشابهة لتأمين حدود السودان الغربية، مذكراً بمكانة السودان الطيبة التي أهلته سابقاً لطلب العديد من الدول الشقيقة منه المشاركة بقواته السودانية في مهام عسكرية قتالية ودفاعية (في الكويت، وفي العراق، وفي عاصفة الحزم السعودية)، ومعدداً لما رآه الكاتب لامتيازات استخدام “قوات صديقة” تشارك في القتال والدفاع مع السودانيين بدلاً عن خيار قوات دولية محايدة تقف متفرجة وتشكل خرقاً للسيادة الوطنية وتجلب معها تدخلات دول معادية.. على حد وصف كاتب المقال المتداول..
عليه أقول..
توازن القوى الدولي ملف حساس، ومربوط ربط محكم بالكثير من المُعطيات الآنية، والقواعد العامة المرعية، وليست خبط عشواء..
كما يؤثر عليها وضع الدول، وشكل الأنظمة القائمة فيها ومدى مقبوليتها، وتأثيرها المحتمل على ملفات حفظ الأمن والسلم الدوليين، وتوازن القوى للفاعلين والداعمين الدوليين من القوى العظمى المهتمه بإدارة الصراع، وكم وعدد الوكلاء الذي يلعبون أدواراً معلنة أو سرية أو استخباراتية مرتبطة بمنطقة النزاعات المسلحة.. كما أن المصالح الاستراتيجية لدول الجوار، وملف حفظ التوازن والتفوق العسكري لدول منطقة النزاع يكون له دور أكبر، في بناء الحسابات الجيوسياسية.
فهل يا تُرى، سنرى حسابات وخطوات رسمية مدروسة تخصصية، تساهم في عودة الاستقرار بالسودان، وطرد المرتزقة وفك حصار الفاشر وتحريرها بعد سقوطها بيد مليشيا الدعم السريع التي ارتكبت كل هذا الكم الهائل من الجرائم ضد الانسانية..؟
الله أعلم
02 نوفمبر 2025
أ. طارق أرباب






