مدرب ألمانيا يُجدد ثقته في تير شتيجن رغم غياب طويل عن الملاعب يُجدد ثقته في تير شتيجن رغم غياب طويل عن الملاعب
الخرطوم : بلو نايل بوست

بعد فترة من الغموض والاختبار بين عدة أسماء، أعلن المدير الفني للمنتخب الألماني يوليان ناغلسمان بشكل رسمي أن الحارس المخضرم مارك-أندريه تير شتيجن سيكون الحارس الأول للمنتخب الوطني الألماني، مؤكدًا أن ثقته به “غير قابلة للنقاش” فور عودته إلى كامل لياقته البدنية.هذا الإعلان يأتي في وقت تستعد فيه ألمانيا لمرحلة جديدة ما بعد يورو 2024، وتستعد لدخول تصفيات ومباريات حاسمة استعدادًا لمونديال 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.لأكثر من عقد من الزمن، كان مانويل نوير هو الحارس الأول والرمز الأبرز لحراسة المرمى في ألمانيا. لكن مع تقدّمه في العمر وكثرة إصاباته، ثم غيابه عن يورو 2024، تهيأت الساحة أخيرًا لـ تير شتيجن.
رغم تعرضه لإصابة قوية في وتر الرضفة أواخر العام الماضي، والتي أبعدته عن الملاعب لشهور، لم يتردّد ناغلسمان في التأكيد أن تير شتيجن سيستعيد مركزه الأساسي فور استعادته الجاهزية الكاملة، مشيرًا إلى أنه “الأكثر خبرة، واستقرارًا، وقدرة على قيادة الخط الخلفي”.
تير شتيجن، البالغ من العمر 33 عامًا، قدّم مستويات رائعة في السنوات الماضية مع نادي برشلونة الإسباني، وساهم بشكل كبير في تتويج الفريق بلقب الدوري موسم 2022-2023، وحافظ حينها على شباكه نظيفة في عدد قياسي من المباريات.وفي المباريات الدولية التي خاضها قبل الإصابة، أظهر استقرارًا كبيرًا، ونجح في ترسيخ صورته كخليفة طبيعي لنوير، وإن تأخر ظهوره الرسمي كثيرًا بسبب هيمنة الأخير.مع غياب تير شتيجن عن يورو 2024، اضطر ناغلسمان إلى الاعتماد على حراس آخرين، في مقدمتهم:
أوليفر باومان (34 عامًا – هوفنهايم): خاض البطولة أساسياً وقدم أداءً جيدًا دون أخطاء كبيرة، لكن افتقاره للخبرة الدولية الواضحة جعله خيارًا مؤقتًا.
ألكسندر نوبل (28 عامًا – شتوتغارت): يمتلك موهبة واعدة، وأُعير من بايرن ميونيخ لاكتساب الخبرة، لكنه لا يزال يفتقر إلى الاستقرار الذهني في المباريات الكبرى.
يانيس بلاشفيتش (23 عامًا – رد بول سالزبورغ): الحارس الشاب الذي تم استدعاؤه حديثًا للمعسكرات، ويُعد خيارًا للمستقبل البعيد.
ورغم ظهور هؤلاء، إلا أن ناغلسمان أصرّ على أن الحارس الأساسي “واضح تمامًا”، موضحًا:”الاستقرار يبدأ من الخلف، ومارك يمنحنا ذلك بفضل شخصيته وخبرتهوهدوئه في المباريات الكبرى.”مع تبقي أقل من عام على انطلاق مونديال 2026، يبدو أن ناغلسمان يسعى لحسم المراكز الأساسية مبكرًا، وتفادي تكرار الفوضى التكتيكية التي سبقت مونديال 2022 ويورو 2024، حيث عانت ألمانيا من ضعف في المنظومة الدفاعية وعدم وضوح في الاختيارات.
ويُنظر إلى قرار تثبيت تير شتيجن كخطوة أولى في بناء “منتخب منسجم”، يكون جاهزًا للمنافسة على اللقب العالمي.لقي قرار ناغلسمان ترحيبًا من أغلب وسائل الإعلام الألمانية، التي رأت أنه “واضح وصريح”، ويُنهي حالة الغموض في مركز الحراسة.وكتب الصحفي الرياضي “كريستوف كراوس” في صحيفة بيلد:”من المنطقي أن تعود القفازات لمارك… لم يُثبت أحد أنه أفضل منه.”كما أبدى عدد من لاعبي المنتخب، مثل كيميش وغوريتسكا، دعمهم لعودة تير شتيجن، معتبرين أن “وجوده يمنح الفريق أمانًا إضافيًا”.من المتوقع أن يعود تير شتيجن تدريجيًا للمشاركة مع برشلونة خلال سبتمبر أو أكتوبر 2025، وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فسيكون جاهزًا بنسبة 100% لخوض الجولة الدولية الأخيرة هذا العام مع المنتخب، والتي قد تشمل مواجهات قوية ضمن دوري الأمم الأوروبية.
ومن هناك، تبدأ مرحلة العد التنازلي نحو كأس العالم، حيث يُنتظر أن يكون تير شتيجن ضمن التشكيلة الأساسية التي ستدخل البطولة طامحة لتكرار إنجاز 2014.في زمن تعيش فيه ألمانيا تجديدًا كاملاً لجيلها الذهبي، يبرز قرار ناغلسمان بشأن مركز الحراسة كأحد أهم خطوات الاستقرار التكتيكي والنفسي للفريق.مارك-أندريه تير شتيجن، بعد سنوات من الانتظار، يستعد ليكون القائد الخلفي للمانشافت في أهم محطة كروية قادمة.وفي الوقت الذي تتبدل فيه الأسماء في الخطوط الأمامية، يبدو أن القفازات في يد واحدة… ولن تسقط بسهولة.