ناغيلسمان تحت الضغط: الجماهير تطالب برد قوي أمام أيرلندا الشمالية

يستضيف المنتخب الألماني نظيره منتخب أيرلندا الشمالية في مواجهة حاسمة ضمن الجولة الثانية من التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، وذلك بعد بداية صادمة للألمان بخسارتهم أمام سلوفاكيا بنتيجة 2-1. اللقاء يُقام على أرض ألمانيا وسط ضغوط كبيرة على المدرب يوليان ناغيلسمان ولاعبيه، الذين يدركون أن أي تعثر جديد قد يعقد حسابات المجموعة ويضع الفريق في موقف لا يُحسد عليه منذ بداية المشوار.

المنتخب الألماني دخل التصفيات وسط توقعات كبيرة، خاصة بعد الأداء المشجع الذي قدمه في يورو 2024، لكن الهزيمة أمام سلوفاكيا أعادت الشكوك من جديد حول قدرته على الحفاظ على ثبات المستوى. الصحافة الألمانية سلطت الضوء على غياب الانسجام في الخط الدفاعي، وهو ما دفع ناغيلسمان للتفكير في الاعتماد على ثلاثة مدافعين من أجل تعزيز الصلابة ومنح الحرية للأجنحة الهجومية مثل موسيالا وساني.

من جهتها، تبدو أيرلندا الشمالية في وضع مغاير، إذ دخلت التصفيات بروح قتالية عالية وحققت فوزًا مهمًا في الجولة الأولى على لوكسمبورغ بنتيجة 3-1، ما منح لاعبيها دفعة معنوية قوية قبل مواجهة العملاق الألماني. المنتخب الأيرلندي يدرك أن النقاط الثلاث قد تجعله يتصدر المجموعة مبكرًا وتمنحه أفضلية تاريخية في سباق التأهل.

المباراة لا تحمل فقط أهمية حسابية، بل أيضًا نفسية بالنسبة للألمان. الفوز سيعيد الثقة إلى اللاعبين والجماهير بعد بداية مرتبكة، بينما أي تعثر آخر قد يفتح الباب لانتقادات واسعة للمدرب ناغيلسمان وربما يعيد النقاش حول مستقبله مع المنتخب. على الجانب الآخر، أيرلندا الشمالية تدخل اللقاء بلا ضغوط كبيرة، وهو ما يجعلها قادرة على اللعب بواقعية والاعتماد على الهجمات المرتدة التي تشكل خطورة على دفاعات ألمانيا المتذبذبة.

أبرز الأسماء التي يعوّل عليها المنتخب الألماني تتمثل في القائد إلكاي غوندوغان وصانع الألعاب جمال موسيالا والمهاجم كاي هافرتس، بينما يبرز في أيرلندا الشمالية المهاجم ديون تشارلز الذي تألق في الجولة الماضية. كما أن الحارس بيلي بيكوك فاريل سيكون له دور محوري في صد المحاولات الألمانية المتوقعة.

اللقاء إذن يمثل مفترق طرق مبكرًا للماكينات الألمانية، فإما أن يستعيدوا هيبتهم سريعًا ويحققوا فوزهم الأول في التصفيات، أو يستمر القلق وتتعمق الأزمة. بالنسبة للجماهير الألمانية، لا بديل عن الانتصار في هذه المباراة، بينما يرى الأيرلنديون أنها فرصة تاريخية لإثبات أنفسهم أمام بطل العالم السابق.

وبين طموح ألمانيا في العودة إلى الطريق الصحيح، ورغبة أيرلندا الشمالية في كتابة مفاجأة جديدة، تبدو المباراة واعدة بالكثير من الإثارة، وقد تكون نتيجتها نقطة تحول مبكرة في مسار المجموعة.