نقابة عمال التعليم تعود تحت شعار ‘نصنع المستحيل
الخرطوم :بلو نايل بوست Blue Nile Post

بعد قرار المحكمة العليا: نقابة عمال التعليم العام بالسودان تعقد اجتماعها الأول في مدني لمناقشة الحقوق والانتخابات.
«نصنع المستحيل»: النقابة العامة لعمال التعليم تعود بعد 6 سنوات وتطلق مساراً لمعالجة الأوضاع الصعبة.
ودمدني :
عقدت النقابة العامة لعمال التعليم العام بالسودان اجتماعها الأول منذ ست سنوات، بعد صدور القرار القاضي بإرجاعها. جرى الاجتماع بقاعة التأمين الصحي بمدينة مدني، بمشاركة ست عشرة ولاية من ولايات السودان، مع اعتذار بعضها لأسباب تتعلق بتوفيق الأوضاع، وغياب ولايات دارفور بسبب الحرب الدائرة هناك.
انعقد الاجتماع الأول بمشاركة الاتحاد العام لعمال ولاية الجزيرة، والاتحاد المهني للمعلمين بالجزيرة، ونقابة عمال التعليم بالجزيرة.
وصرح الأستاذ عباس حبيب الله، رئيس النقابة العامة للعاملين بالتعليم العام، في تصريحات صحفية، بأن النقابة عادت بعد غياب قارب الست سنوات وعقب سجال قانوني وعلى شتى الأصعدة، حيث كان قرار المحكمة العليا بعودة النقابات ونقض قرار لجنة إزالة التمكين واسترداد الأموال. وأشار إلى أن النقابة العامة لعمال التعليم العام وبقية النقابات لم تواصل مسيرتها إلا بعد صدور القرار الدستوري من مجلس السيادة بتجميد الحركة النقابية. وأضاف أن قرار رئيس مجلس السيادة ألغى المرسوم الدستوري وأتاح لمسجل تنظيمات العمل التشاور مع الاتحاد العام لنقابات عمال السودان لتمديد الدورة النقابية واعتماد مكاتب النقابة باختصاصات تنفيذية حتى قيام الانتخابات.
ولفت عباس إلى أن عودة نقابة عمال التعليم يضع أمامها مساراً واضحاً للعمل في الفترة القادمة، يتمثل في إعادة ترتيب وتجهيز الانتخابات، منوهاً إلى أن اللجنة التمهيدية ستوسع مبدأ الشورى وتدعو كل المعلمين والمعلمات والعاملين بالتعليم للمشاركة دون أي حرج أو تردد. وأضاف: “تعاقبت هيئات النقابات لفترتين تحتاجان للمراجعة، وسنقف على الوضع الراهن وأصول النقابة الثابتة والمتحركة.” وتابع بالقول إن التحديات التي تواجه النقابة هي السعي لوحدة العاملين بها ووحدة التربية والتعليم، خاصة في حقوق المرتبات، الاستحقاقات، المنح، الترقيات، وغيرها. والوضع الحالي يتطلب تضافر الجهود من جميع العاملين بالتعليم العام لأنهم يعانون وضعاً مادياً صعباً وشظف العيش وضنك الحياة. ونوه إلى أن عدداً مقدراً من المعلمين أصبحوا بلا مأوى، و”التحدي كبير أمامنا والعمل شاق، وسيكون ديدن عملنا مع الحكومة والاتحاد العام لعمال السودان للمطالبة بالحقوق.”
من جانبه، رحب الأمين العام للاتحاد العام لعمال ولاية الجزيرة، الأستاذ حافظ ميرغني، بالضيوف، وعبر عن سعادته بانعقاد الاجتماع بولاية الجزيرة كأول ولاية تستضيف نقابات عمال التعليم العام بالسودان منذ ست سنوات مضت. وتحدث عن النشاط والفاعلية بولاية الجزيرة واستعادة الهيئات النقابية بنسبة 80٪. وترحم على أرواح الذين رحلوا من عضوية الاتحاد والنقابات على مستوى السودان، وقال إنهم كانوا قيادات تاريخية بالنسبة للجزيرة. وأشار في حديثه إلى أن عودة النقابات واستعادة نشاطها عمل إيجابي كبير، وأكد وقوف الاتحاد والنقابات مع القوات المسلحة في الاستنفار، القوافل، والتدريب، وقال: “سنضحي إلى أن يعم السلام والاستقرار.”
وأضافت أمينة المال بنقابة عمال التعليم بالسودان، الأستاذة حنان محمد السيد، أن الاجتماع الأول للجنة التمهيدية بالجزيرة يعتبر عملاً كبيراً بعد أن استعادت النقابة دورها بصورة قانونية. وأشارت إلى الخراب والدمار الذي أضر بالجزيرة ولحق بأهلها، وتحدثت عن الدمار الذي طال ممتلكات النقابة المركزية. وحيَّت جهاد المعلمين الذي لا يقل أهمية عن جهاد البندقية، وتقدمت بالشكر لحكومة ونقابة نهر النيل التي استضافت الامتحانات وتصحيح الشهادة السودانية لدفعتين مؤجلتين.
من جانبه، قال رئيس اتحاد المعلمين بولاية الجزيرة، الدكتور خالد مصطفى، إن من أهم المخرجات للمكتب التنفيذي للاتحاد استحقاقات المعلمين التي توقفت منذ العام 2019. وأكد أن الاتحاد في حراك مع وزارة المالية لمعالجة أجور عمال التعليم التي لا تكفي في ظل هذه الظروف، وقال إن نقابة عمال التعليم إنما هي الذراع الأيمن للاتحاد والعمل متكامل بين الجهتين لاسترداد حقوق العاملين بالتعليم. والآن تُجرى الجهود على قدم وساق مع شركة شيكان للتأمين لتثبيت استحقاق ما بعد الخدمة للمعلمين الذين يتقاعدون عن الخدمة بالمعاش الإجباري.
ممثل النقابات بالولايات المشاركة في الاجتماع، رئيس نقابة عمال التعليم العام بالنيل الأبيض، الأستاذ عمر عبدالباقي عامر، أعرب عن سعادته بانعقاد الاجتماع التنفيذي الأول بولاية الجزيرة المعطاءة، وقال إنها ملتقى للولايات كما كانت ولاية النيل الأبيض قديماً عندما كان الإقليم الأوسط. وشكر الحضور الجميل والاستقبال الحفي الذي تم من قبل اتحاد العمال واتحاد المعلمين ونقابة عمال التعليم، واصفاً إياهم بـ “المنتخب القومي”. وشكر إدارة التأمين الصحي الذي هو عصب الحياة للعاملين، وأشار إلى أهمية العمل النقابي وعودته لحل قضايا العاملين ومناقشة الأجور التي “لا تساوي شيئاً” مقابل الوضع المعيشي الماثل أمامنا الآن، بالإضافة إلى تدريب المعلمين بعد فصل المرحلة المتوسطة واستعادة المدينة الطبية والصناديق الخيرية التي تمثل حياة مجتمعية للعاملين بالتعليم.
ورحب رئيس نقابة عمال التعليم بالسودان المكلف، الأستاذ رضوان آدم محمد، بالحاضرين، وقال إن الدعوة جاءت في زمانها ومكانها، واصفاً إياها بـ “بداية الانطلاقة للعمل النقابي”. وأشاد بالقوات المسلحة والقوات المساندة لها والسلطات الأمنية التي عملت على بسط الأمن والسلام، وكانت سبباً في استقرار التعليم. وقال إن هذا اللقاء سيناقش عدداً من القضايا التي تخص عمال التعليم؛ كالأجور، الاستحقاقات، المدينة الطبية، المطبعة الخاصة بالتعليم، مقر النقابة الذي نُهِب ودُمِّر، وصندوق المعاشيين، وكثير من القضايا الاتحادية والولائية، وسيخرج الاجتماع بمخرجات وبشريات طيبة تعود بالنفع والخير على العاملين بالتعليم.
واستمع رئيس نقابة عمال التعليم المكلف، الأستاذ رضوان آدم محمد، لتقارير مفصلة من الولايات المشاركة في الاجتماع التنفيذي الأول لنقابة عمال التعليم بالسودان.






