صلاح الكامل يكتب السيستاني هل يدرك نصر الله؟!

صلاح الكامل يكتب

السيستاني .. هل يدرك نصر الله؟!*

● عندما يصدر (سيد العراق) بيانا يتسم بالنبرة العالية ويتمظهر بالصيغة العاجلة، فان الامر جلل دون أدني شك!، فالسيد علي الحسيني السيستاني يجلس علي مقعد اكبر وأعلي مرجعية للطائفة الشيعية وهي الفرقة الثانية عددا بين المسلمين بعد فرقة أهل السنة والجماعة، والسيد السيستاني هو المرجع الاعلي للطائفة الشيعية الاثنا عشرية في العالم.

 

● ونسلط في هذا المقال الضوء لإيضاح مآلات وإحتمالية أبعاد بيان صدر عن مكتب المذكور آنفا، يدعو فيه لنصرة لبنان وإغاثة شعبه، هذا ولبنان يتعرض لهجمة إسرائيلية شرسة شملت رقعة واسعة من جنوبه وتخللتها تفجيرات أجهزة (البيجر) في أيدي كوادر حزب الله راح ضحيتها (١٢) شهيد ومايقارب ال(٣٠٠٠)من الجرحي، وقد تركز القصف وتمددت الغارات علي مناطق نفوذ حزب الله في الجنوب اللبناني مما نتج عنه إستشهاد عدد كبير بينه علماء في الحوزة العلمية الجنوب لبنانية (المؤسسة التعليمية الدينية عند الشيعة) وخلف جرحي وحركة نزوح كبيرة بين المواطنين، وحزب الله الذي تأسس مطلع ثمانينات القرن المنصرم، وقد سبقه (الامام المغيب) موسي الصدر في تأسيسه “وسط سبعينات ذات القرن” لحركة (أمل) وهي اختصار ل(أفواج المقاومة الاسلامية) ويقودها الآن نبيه بري رئيس مجلس النواب البناني، وحزب الله وحركة امل الشيعية قبله حازا علي الرعاية الإيرانية في أعقاب ثورتها الإسلامية التي تفجرت في ١٩٧٩م، وبرز الحزب كمناهض للنفوذ الغربي ومتصديا لاسرائيل خاصة بعد إجتياحها لبنان في١٩٨٢م، وكذا امريكيا حيث نفذ بعد أقل من عام من ذلك الإجتياح كوادره تفجيرات إنتحارية لثكنة مشاة البحرية الامريكية في بيروت راح ضحيتها من الامريكان (٢٤١) قتيل و(١٢٤)جريحا كاكبر عملية قتل فيها جنود امريكان في المنطقة ويعد الشهيد فؤاد شكر “الحاج محسن” الذي استشهد في الجنوب اللبناني بغارة إسرائيلية متزامنا مع إستشهاد الشهيد إسماعيل هنية رئيس حركة حماس في طهران، يعد إستهدافه إنتقاما لقتلي تلك التفجيرات والتي يعد الشهيد”الحاج محسن” أحد من اشرف عليها، واجبر حزب الله اسرائيل علي الإنسحاب من الجنوب اللبناني في حرب مايو ٢٠٠٠م وكذلك هزمها هزيمة (مدوية) في يوليو ٢٠٠٦م .. تشكل بمحاذة عمله العسكري لحزب الله تاثيرا سياسيا مما جعله ( “يأثر ولا يحكم”!! -علي حد قول ينسب للراحل د.حسن الترابي) ..تولي الامانة العامة لحزب الله كأول امين رجل الدين صبحي الطفيلي آواخر ثمانينات القرن المنصرم ليفوز عليه في أنتخابات داخليه نظمها الحزب في١٩٩١م الشهيد عباس الموسوي والذي استشهد اثر غارة إسرائيلية بعد عام واحد من تكليفه، ليخلفه الامين العام الحالي “رجل الحزب الاشهر” السيد حسن نصر الله بنيابة الشيخ نعيم قاسم، ويعد حزب الله اليد الباطشة لمحور المقاومة والذي تتزعمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وللحزب دوره البارز في تثبيت النظام السوري علي اثر الحرب الاهلية والتي شنتها في ٢٠١١م علي نظام الاسد دول اجنبية منها امريكيا وإسرائيل وبعض دول الاقليم، وكذا لحزب الله دوره المناصر لحركة انصار الله(الحوثيون) في اليمن والحشد الشعبي في العراق، إضافة لدوره المحوري علي الساحة الفلسطينية والذي كان عرابه الشهيد قاسم سليماني “رجل الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس الابرز”.

 

● بالعودة للسيد السيستاني فإن (الرجل) يتمتع بالتأثير الاكبر علي المشهد العراقي وله تأثيره الكبير علي جزء واسع في الاقليم (إيران،سوريا، باكستان، افغانستان، اليمن، إضافة الي لبنان) وابتدر السيد السيستاني نشاطه العسكري بفتواه الكفائية التي ولدت الحشد الشعبي في العراق علي أثر ظهور تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وإحتلاله لرقعة واسعة من العراق ومثلها من سوريا واستطاع الحشد الشعبي المؤلف من حوالي (٧٠)فصيلا وقتها كسر شوكة الدواعش بدون مساعدة تذكر من جيش العراق!، رغم عن ان الحشد يتبع للجيش واجاز تأسيسه البرلمان العراقي في العام٢٠١٦م، وبهذا الحشد تظهر قوة السيد السيستاني ودور طائفته في العراق مما يجعله ذو تأثر علي الصراع اللبناني الإسرائيلي لصالح لبنان ولنصرة حزب الله.

 

● بإستقراء واقع هزيمة حزب الله لإسرائيل مرتين (٢٠٠٠ و٢٠٠٦م) وبلحاظ دوره الكبير علي نطاق واسع في العراق وأوسع منه في سوريا واليمن، فإن حزب الله في حكم الجهوزية لحرب مع إسرائيل وبالنظر لمدي تأثير (فتاوي) السيد السيستاني وكونه الاقوي عراقيا ولحشده الشعبي فاعلية عرفها العالم خلال حربه مع الدواعش وبحسبان ان السيد السيستاني حائزا علي مقبولية عالية عند الساحة الايرانية رسميا وشعبيا، خصوصا عند رجل إيران القوي السيد علي الخامناي، فانه “اي السيد السستاني “(قطعا) سيأثر تاثيرا بليغا في حال مشاركته في الحرب المزمعة علي لبنان وقد يدرك انتصارا تاريخيا هناك.