كشف مخططات الإمارات لتدمير السودان

الخرطوم : بلو نايل بوست Blue Nile Post

بعد نهاية الحرب الباردة في عام 1991، انتهجت أمريكا سياسات بديلة في السياسة الخارجية، ونصبت نفسها حليفًا أمنيًا لدول الشرق الأوسط. وبدلاً من التدخل المباشر في شؤون الدول، اعتمدت على وكلاء لتنفيذ هذا الدور، وكانت الإمارات الوكيل الرئيسي لتحقيق المصالح الأمريكية.

 

إبان ثورة ديسمبر 2019، وجدت الإمارات فرصتها في السودان من خلال دعمها لحكومة (قحت)، وسعيها لتنفيذ الاتفاق الإطاري الذي يهدف إلى تفكيك وإضعاف القوات المسلحة، وتقوية قوات الدعم السريع عبر بند يمنح الدعم السريع عشر سنوات إضافية للاندماج مع القوات المسلحة. هذا المخطط كان يهدف إلى إذابة القوات المسلحة في منظومة الدعم السريع، مما يسهل السيطرة على المؤسسة العسكرية.

 

خططت الإمارات بعناية لتمرد 15 أبريل، حيث أوهمت (حميدتي) بأنه الحاكم الفعلي للسودان، وأغرته بأحلام إقامة إمبراطورية تحت غطاء سياسي من عملاء مرتزقة يسعون لتفتيت الدولة السودانية وضرب أخلاق المجتمع السوداني. هؤلاء العملاء تبنوا قوانين علمانية غريبة عن المجتمع، وسعوا لتفكيك القوات المسلحة السودانية بحجة محاربة الإسلاميين، وهددوا بدخول قوات أممية عبر تفعيل (البند السابع). بل لم يترددوا في التصريح علانية بأنهم سيلجؤون إلى السفارات الغربية لتحقيق ما يسمى بالاتفاق الإطاري، مهددين بالحرب كبديل.

 

استمرت الإمارات في دعم التمرد عبر تقديم دعم عسكري ولوجستي، وهبطت طائراتها في مطارات دول مجاورة مثل تشاد وأوغندا لتزويد المليشيا بالأسلحة المتقدمة وجلب المرتزقة. وقد وفرت أيضًا الغطاء السياسي المطلوب للضغط على الدولة السودانية. بحسب صحيفة الغارديان البريطانية، هناك وثيقة مكونة من 41 صفحة أُرسلت إلى مجلس الأمن تشير إلى أن الإمارات زودت مليشيا الدعم السريع بطائرات بدون طيار معدلة لإسقاط قنابل حرارية.

 

شركة فينكس إنسايت المتخصصة في تحليل الأسلحة أكدت أن هذه القنابل، التي تأتي مع الطائرات بدون طيار، تصنعها شركة واحدة، وأن المسؤولية تقع مباشرة على الإمارات. كما أظهرت الوثيقة جوازات سفر تعود لأربعة مواطنين إماراتيين. وكشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن تحقيق دولي حول استخدام الإمارات لمستشفى أم جرس في تشاد لتمرير شحنات عسكرية لمليشيا الدعم السريع تحت غطاء الهلال الأحمر.

 

ماذا تريد الإمارات من السودان؟

 

كان السودان ولا يزال يمثل تحديًا للغرب بسبب موقعه الجغرافي المهم كبوابة إلى أفريقيا، إضافة إلى موارده الطبيعية الكبيرة، بما في ذلك الأراضي الزراعية الخصبة والثروة المعدنية الضخمة، فضلًا عن امتلاكه منافذ بحرية حيوية للتجارة العالمية. هذا إلى جانب رغبة بعض الدول الغربية في توطين ما يُعرف بعرب الشتات في السودان.

 

هذا الصراع يعكس مواجهة بين الجمهوريات والملكيات في المنطقة. الإمارات، من خلال أدوارها المتعددة، تسعى إلى تشويه صورة الجمهوريات، وتقديمها كنظم استبدادية تعجز عن توحيد إرادة الشعوب.

 

بعد كل هذه الأدوار التي لعبتها الإمارات ضد الدولة السودانية (كسدت تجارتها وبارت)، فهذه هي المليشيا تحاول أن تخرج مما أوحلت نفسها فيه بشتى الطرق، وهؤلاء هم العملاء السياسيون نبذهم المجتمع السوداني وباتوا متخفين خلف سفاراتهم التي أصبحوا حملًا ثقيلاً عليها، تلحقهم لعنات الشعب السوداني، وهذه هي الإمارات والدول المجاورة التي تساندها تلاحقهم القضايا الأممية التي رفعها السودان في المحافل الدولية.

 

وهذا هو السودان الذي ظل يواجه تلك القوى الاستعمارية منذ استقلاله يسطر تاريخه ممثلًا في قواته المسلحة، ومن خلفها شعبه الحر الأبي الذي لا يرضى بالذل والخنوع.

 

🖊️ الكاتب: نور الدائم عبد المنعم

عضو الحركة الوطنية للبناء والتنمية

Related Articles

Back to top button