خلل كبير في آليات توزيع المساعدات الإنسانية
الخرطوم :بلو نايل بوست Blue Nile Post
*صفاء علي منصور*
شهدت منطقة الجاداب في صبيحة يوم الخميس الموافق 31 أكتوبر 2023، ومن داخل نادي الجباراب، تفاصيل قصة تعكس الخلل الذي يعتري عمل المنظمات الإنسانية، وخاصة منظمة برنامج الغذاء العالمي (WFP). فقد تجمع النازحون في مكان محدد بغرض الحصول على دعم مالي مقدم من المنظمة، لكن المفاجأة كانت صادمة. فقد حددت المنظمة مبلغ 18 ألف جنيه للفرد، وهو مبلغ يُعتبر مهينًا ويعكس احتقارًا لكرامة هؤلاء النازحين.
رغم ذلك، رضيت الأسر النازحة بهذا المبلغ الزهيد، لكن الأمر الأكثر سخرية هو أن الحصول على هذا المبلغ يتطلب معاناة كبيرة، حيث لا يُراعى كبار السن والمرضى والحوامل والمرضعات. إن هذه المنظمة، التي يفترض أن تعمل في المجال الإنساني، تفتقر إلى أي شكل من أشكال الاحترام والكرامة للناس.
يمكن الإشارة إلى عدد من الملاحظات حول الأداء العام للعاملين في منظمة برنامج الغذاء العالمي في منطقة الجاداب:
1. خلل في طريقة تسجيل المستفيدين: هناك عدم تنظيم واضح في عملية تسجيل النازحين، مما يؤدي إلى فوضى وعدم دقة في تحديد المستفيدين.
2. عدم المصداقية: بدأ يظهر عدم مصداقية بين المستفيدين أنفسهم، حيث تحصل الأسرة الواحدة على أكثر من فرصة للحصول على الدعم المالي. فالأب والأم يمكنهما صرف حصتين لأسرة واحدة، مما يشير إلى تواطؤ من قبل الموظفين.
3. المحاباة والمحسوبية: هناك تفضيل لبعض الأفراد على آخرين، حيث يتم منح الدعم لأقارب الموظفين دون غيرهم، مما يترك أثرًا نفسيًا سلبيًا وسط النازحين.
4. حصول غير النازحين على الدعم: تفاجأ الحضور بأن بعض المقيمين حصلوا على الدعم المالي المخصص للنازحين، وهو ما يتعارض مع شروط الصرف.
5. كثرة السواقط من كشوفات المستحقين: يتعلل الموظفون بأن بعض الأسماء سقطت من الكشوفات رغم تسجيلها مسبقًا، مما يشير إلى وجود خلل أو تلاعب في الأسماء.
6. عدم المصداقية في عدد أفراد الأسرة: يسجل بعض المستفيدين أرقامًا غير حقيقية لعدد أفراد أسرهم، مما يؤثر سلبًا على فرص الكثيرين في الحصول على الدعم المالي.
إن هذه الملاحظات تعكس الحاجة الملحة لإعادة تقييم آليات العمل في منظمة الغذاء العالمي وضمان تحقيق العدالة والشفافية في توزيع المساعدات.