معارك ضارية في الفاشر

شهدت مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور غربي البلاد، اليوم الإثنين 18 نوفمبر 2024م، خلال ساعات الصباح الأولى، عمليات قصف مدفعي متبادل بين الجيش والدعم السريع.

استمر القصف من الساعة الثامنة حتى الحادية عشرة صباحًا بعدد من محاور الاقتتال في المدينة.

قصف الدعم السريع باتجاه قيادة الفرقة السادسة مشاة ومحيط المستشفى السعودي شمال المدينة، بالإضافة إلى مقار رئاسة شرطة الولاية في وسط المدينة.

بالمقابل، رد الجيش بالمدفعية الثقيلة نحو تمركزات الدعم شرق المدينة، حيث حلقت عدد من الطائرات المسيرة التابعة للدعم السريع نحو وسط المدينة وأحياء القبة والسوق الكبير، لكن الدفاعات الجوية التابعة للفرقة السادسة مشاة تصدت لها.

كما تم إسقاط مسيرات أخرى للدعم السريع من قبل القوات المشتركة في محاور مختلفة. سُمعت أصوات اشتباكات متقطعة بالمحور الشرقي للمدينة في تمام الواحدة والنصف ظهراً، وأفادت مصادر مطلعة بأن القوات المشتركة والجيش تصدوا لتحركات الدعم السريع بالقرب من المجمع الثقافي شمال شرق السوق الكبير وتمت إعادة التموضع في الموقع.

في وقت لاحق، حلقت مقاتلة حربية للجيش (لانتوف) خلال ساعات الظهيرة وقصفت مواقع للدعم السريع في شرق الفاشر، مما أسفر عن دوي انفجارات قوية نتيجة القصف الجوي. كما أجرت طائرة شحن إليوشن تابعة للجيش فجر اليوم، تمام الخامسة صباحًا، عملية إسقاط جوي ناجح لقيادة الفرقة السادسة مشاة، حيث كانت المضادات الأرضية للدعم السريع تدوي لإعاقة وصول تلك المُسقطات من الإمدادات الحربية للجيش.

شهدت المدينة خلال عصر اليوم هدوء نسبي وحركة حذرة للمواطنين بالأسواق والطرقات الداخلية، بينما يتواصل القصف المدفعي المتبادل بين الفينة والأخرى. أعلنت قيادة الفرقة السادسة مشاة بالفاشر في بيان لها أن القوات المسلحة والقوات المشتركة وبقية القوات الأخرى خاضوا يوم أمس معركة حاسمة وصفت بالشرسة، وكبدوا فيها الدعم السريع خسائر كبيرة وفادحة في الأرواح والعتاد، واستولوا على عدد من السيارات والذخائر.

من جهتها، ذكرت مصادر في القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح أمس عن تمكنها من تحقيق انتصار ساحق ضد الدعم السريع، حيث قطعت طريقًا متحركًا عسكريًا كان ينوي الهجوم على الفاشر. نفذت القوة المشتركة عملية هجومية ناجحة خارج المدينة وقضت على التهديد، واستولت على معدات قتالية ثقيلة. ورغم تحفظ المصدر على سرية التفاصيل، لم تنشر الصفحة الرسمية للقوة المشتركة أي بيان حول عمليتها النوعية الناجحة، لكن صفحات الإعلام المساند لها أكدت نجاح العملية العسكرية التي بدأت هذا الأسبوع خارج أسوار المدينة بهدف قطع طرق الإمداد الرئيسة نحو الفاشر وتمشيط بعض المناطق التي تنشط فيها تحركات الدعم السريع.

✍️ معمر إبراهيم/ الفاشر.