صنع في السودان”تظاهرة اقتصادية تعكس فشل مخططات التخريب
الخرطوم :بلو نايل بوست Blue Nile Post

*محمد إدريس*
انطلق اليوم معرض “صنع في السودان” بمدينة كسلا، بمشاركة أكثر من 65 مجموعة اقتصادية وشركة ومصنع، من أبرزها جياد ودال الغذائية وزادنا والشركة السودانية للموارد المعدنية. يحمل المعرض عدة رسائل، منها أنه ليس مجرد معرض روتيني، بل هو تظاهرة اقتصادية وخدمية واجتماعية تعكس فشل المشروع التخريبي للمليشيات المتمردة في تدمير الاقتصاد الوطني، واستقرار الأوضاع الأمنية وعودة الحياة ودوران عجلة الإنتاج.
تلك هي الرسالة السامية والأبلغ من وزارة الصناعة وحكومة ولاية كسلا والمشاركين وجمهور المعرض، إلى من أشعلوا الحرب بغرض تدمير الاقتصاد الوطني وإفقار البلاد وتجويعها وإشاعة روح الإحباط. ها هي النسخة الـ(15) من معرض “صنع في السودان” من ضفاف الوريفة الآمنة، ترد عمليًا على أن الإرادة الوطنية قادرة على إعمار ما دمرته الحرب في البنية التحتية للصناعة، وأن المصانع تعمل بكفاءة وأن السلع الضرورية متوفرة للجمهور وبأسعار معقولة. أصحاب رؤوس الأموال والموظفون والعاملون لم يشردوا بل سيعملون من أجل واقع جديد للصناعة في البلاد.
نجاح المعرض خطف الأنظار بفضل الترتيبات الإدارية والإعلامية المحكمة التي قامت بها اللجنة برئاسة الأستاذ عمر عثمان نائب الوالي، بالتعاون مع أعضاء اللجنة من الوزراء. ضجت الفعاليات التراثية والفنية لتعبر عن التنوع الثقافي والسلام المجتمعي في باحة ميدان الجمهورية، حيث نصبت صالة فاخرة ضمت أجنحة المعرض، إلى جانب صالة أخرى لكرنفال الافتتاح ومسرح للبرنامج المصاحب بمشاركة الفنانين والمبدعين، لتستمر الفعاليات حتى الثالث من مارس المقبل.
تتجلى خصوصية معرض كسلا في الإمكانيات الاقتصادية الكبيرة التي تذخر بها الولاية في مجالات التعدين والثروة الحيوانية والسياحة، بالإضافة إلى الموقع الاستراتيجي والمطار الدولي وتوفر الماء والكهرباء. كما توجد بنية صناعية قديمة تحتاج إلى الصيانة والتطوير، على يد الوالي الذي فجر الآن ثورة الطرق والتنمية العمرانية في ظل استقرار أمني وسلام مجتمعي. انتعشت الحركة الاستثمارية والصناعية، ومن المتوقع حدوث انتعاشة أكبر عقب قيام المؤتمر الاقتصادي الاستثماري الذي تستضيفه كسلا في الأيام المقبلة، والذي سيضع خارطة استثمارية مدعمة بالفرص والحوافز التي لا تتوفر في ولايات أخرى.
نختم بالإشارة إلى أن القطاع الصناعي والاقتصادي، من خلال هذا المعرض، دمر أخطر ارتكازات المليشيات وأحرز انتصارات أخرى في محاور الإنتاج والاكتفاء الذاتي. رغم تجمعات العدو، تم توفير السلع الضرورية واستتباب الأمن الغذائي، مما أدى إلى فشل الخطط العسكرية والسياسية لابتلاع الدولة. هذه الانتصارات الاقتصادية متزامنة مع الانتصارات العسكرية لقوات المسلحة والأجهزة المساندة في محاور وسط الخرطوم وكردفان ودارفور. إرادة الشعب تنتصر عسكريًا ودبلوماسيًا وإعلاميًا وجماهيريًا واقتصاديًا، بينما يتراجع التمرد ويذهب جفاءً.