الإعدام الميداني والاغتصاب والجوع مأساة المدنيين على طريق

أجساد على الطريق .. الفاشر – طويلة، رحلة الموت فراراً من الموت

على الطريق الرابط بين مدينتي الفاشر وطويلة بولاية شمال دارفور، تتناثر عشرات الجثث لمدنيين لم يتمكنوا من النجاة في رحلة فرار محفوفة بالموت، بعد أن أنهكهم المرض والجوع، أو قضوا برصاص قوات الدعم السريع التي تسيطر على الطريق.

السالك لهذا الطريق لم يعد يعوّل على الوعود بوجود ممرات آمنة لخروج المدنيين، فالمخاطر تحيط بالجميع.

الرجال يُتهمون بالانتماء للجيش والقوات المشتركة ويُعدمون ميدانياً، فيما تتعرض النساء للعنف الجنسي بأشكاله المختلفة، ويسقط الأطفال وكبار السن ضحايا للجوع والعطش في محاولة يائسة للهروب من موتٍ آخر داخل الفاشر.

شهادات عديدة حصلت عليها “سودان تربيون” تؤكد أن هذه المأساة الإنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم، مع استمرار الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر منذ أكثر من خمسة عشر شهراً، ومنعها دخول الغذاء والدواء، إلى جانب تصعيد هجماتها البرية والمدفعية والجوية بالطائرات المسيّرة، مما جعل طريق الفاشر – طويلة يتحول إلى ممر للموت بدلاً من ممر للنجاة.