سقوط الفاشر في ميزان الحرب هل تحرّر الجيش من ‘حصار مُنهِك

الخرطوم :بلو نايل بوست Blue Nile Post

سقوط الفاشر بيد الدعم السريع وآثاره من خلال القواعد العامة للحروب

نظرة سريعة


عسكرياً

كان دور قوات الجيش والقوات المشتركة المتمركزة في مدينة الفاشر يقتصر على الدفاع عن المدينة فقط، وهو ما تطلّب جهداً كبيراً من الدولة ومن القوات المنتشرة خارج الفاشر لتأمين خطوط الإمداد الغذائي والعسكري عبر مسارات بالغة الصعوبة.

هذا الوضع فرض على الجيش تقييد حركة بقية قواته في مختلف مناطق السودان، وربط جزء كبير من طاقاته حول الفاشر تحسباً لاحتمال تحرك قوات الحصار إلى وجهة أخرى، الأمر الذي جعل مهمة تأمين المدن الأخرى أكثر صعوبة.


حصار مرهق واستنزاف طويل

مثّل حصار الدعم السريع للفاشر خطوة تكتيكية مُنهِكة للجيش، إذ تحولت المدينة إلى بؤرة نزيف يومي استمر أكثر من عام ونصف، استُنزفت فيه القدرات القتالية واللوجستية للقوات المسلحة.
فالجنجويد – كما يصفهم الكاتب – لم يدخلوا المدينة ولم يغادروها، بل جعلوها منطقة استنزاف مستمرة.


التحول في ميدان القتال

بدخول الدعم السريع إلى الفاشر، انتهت مرحلة الاستنزاف وعادت المعركة إلى مواجهة مباشرة بين قوتين حرتين، بعدما كان الجيش مقيداً بمهام دفاعية حول المدينة.
ويرى الكاتب أن هذه الخطوة ستنعكس سلباً على وضع الجنجويد الميداني في القريب العاجل.


إعادة التموضع العسكري

يشير طارق أرباب إلى أن سقوط الفاشر فتح أمام الجيش الطريق نحو الضعين وجنوب دارفور وحتى نيالا، مما يمنحه حرية أكبر في إعادة الانتشار وتأمين دفاعات الشمال.
وبهذا، يمكن أن يستند الجيش إلى إمداد مدفعي وحربي وغذائي مفتوح، في حين سيضطر المهاجم (الدعم السريع) إلى القتال من طرق صحراوية قاحلة يصعب تأمينها.


تحول في ميزان الأرض والمعركة

كان الجيش في السابق يخوض حرباً مفروضة عليه على أرض لم يخترها، بسبب التزامه بحماية المدن التي لم تسقط.
أما الآن، فقد تحرّر من آخر قيوده بعد سقوط الفاشر، وبات أكثر قدرة على اختيار تموضعه القتالي المناسب.


فقدان التفوق المعنوي للجنجويد

كان حصار الفاشر يمنح الدعم السريع إحساساً بالتفوق المعنوي والعسكري، ويعزز ثقة عناصره وقدرتهم على الحشد والدعم الخارجي.
لكن بسقوط المدينة، فقد الجنجويد هذا التفوق الرمزي، وأصبحوا أمام تحدٍ جديد يتمثل في محاولة فرض السيطرة على الأرض، رغم ضعف انضباطهم العسكري وانشغالهم بالنهب والسلب عقب كل معركة.


النتائج المتوقعة

يرى الكاتب أن دخول الجنجويد إلى الفاشر سيؤدي إلى تراجع قدراتهم القتالية والإمدادية، مقابل انتعاش الجيش السوداني على المستويين الميداني واللوجستي.
ويؤكد أن المؤشرات الأولى لهذه التحولات بدأت بالظهور خلال الـ48 ساعة الماضية، مرجحاً أن تتسارع آثارها في الميدان قريباً.


أ. طارق أرباب
29 أكتوبر 2025م

mohamed

بلو نايل بوست هي منصة إخبارية محلية وعالمية تهتم بنقل وتغطية الأحداث بكل مصداقية وحيادية. تسعى المنصة لتقديم تقارير دقيقة وشاملة عن الأحداث الجارية في مختلف المجالات، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي. يعمل فريق بلو نايل بوست على توفير معلومات موثوقة ومحايدة للقراء، بهدف توفير منصة إخبارية تساهم في زيادة الوعي والتثقيف في المجتمع. #بلو_نايل_بوست Blue Nile Post

مواضيع فى نفس السياق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى