كمبو طيبة الحقيقة تكشف زيف الادعاءات

الخرطوم :بلو نايل بوست Blue Nile Post

*أبوبكر حامد سيدنا ✍️*

تصدرت حادثة “كمبو طيبة” بمحلية أم القرى عناوين الأخبار، حيث اجتاحت الوسائط صور وفيديوهات مؤلمة تظهر قتلى وفوضى كبيرة في هذه القرية. وانتشرت هذه المشاهد كالنار في الهشيم، لتترك بصمة عميقة على النفوس وتؤجج مشاعر الغضب في دولة جنوب السودان. بيد أن مشاعر القلق كانت عالية في داخل السودان، وكادت أن تجر هذه الحادثة إلى أزمة حادة تهدد العلاقات السياسية والأمنية بين البلدين.

 

بعد سقوط الفرقة الأولى مدني في 18/12/2023م ودخول قوات الدعم السريع إلى ولاية الجزيرة، تراجعت القوات المسلحة السودانية وأصبحت مناطق الجزيرة خارج سيطرتها وحدود مسؤولياتها. وانقلب الوضع الأمني بشكل كبير، حيث ظلت قوات الدعم السريع مهيمنة ومواصلة عملياتها بكل قوة على هذه القرى، حتى أجبرت المواطنين على التعاون معها.

 

وفي ظل هذا الوضع، فرضت قوات الدعم السريع ضريبة مالية على كل المتواجدين في هذه القرى. ومن لم يوفِ بدفعها أُجبر على الخروج أو القتل.

وقد تمركزت المليشيا في قرية طيبة وبدأت تتمدد في عملياتها ونطاق سيطرتها أكثر فأكثر، حتى هاجمت عددًا من القرى ونهبت ممتلكاتها.

وانقسم حينها المواطنون في الاختيار، وحفاظًا على الموارد وحماية الأنفس، أُجبر الكثيرون على التعامل مع هذه الأوضاع خوفًا من دفع ضريبة أغلى.

وتم تجنيد أكثر من ثلاثة وثلاثين شخصًا من قرية المغاربة وحدها، فضلًا عن تجنيد أبناء كل قرية يسيطرون عليها. وهكذا أصبح الوضع في هذه القرى.

 

بدأت القوات المسلحة في مهاجمة قوات الدعم السريع واستطاعت أن تحرر عددًا من القرى والمدن، وحققت فتوحات كبيرة شرق ولاية الجزيرة.

ومن بين هذه القرى كان تحرير قرية طيبة أو كمبو طيبة. وما إن تقدمت القوات المسلحة، حتى ظهرت سريعًا التفلتات من بعض القرى على كمبو طيبة، وقد هجموا عليها بغرض النهب.

وتمكنوا فعلاً من نهب عدد من رؤوس الأبقار والأغنام، إضافة إلى مقتل 7 أشخاص وإصابة العشرات.

 

وحينها تدخلت القوات المسلحة وأمنت المنطقة من كل مظاهر النهب، وبدأ دخول قوات مشتركة بما فيها قوات الشرطة لحفظ الأمن وإعادة الأمان لقاطنيها وذلك يوم الاثنين الموافق الثالث عشر من هذا الشهر.

 

يعود هذا الهجوم ردًا على هجمات كان يقوم بها متفلتون متعاونون مع الدعم السريع، وقد تأثرت عدد من القرى من هذه الهجمات. وقد كانت الفوضى كبيرة في هذا الوضع الأمني الهش، حتى أصبح التعدي من قرية إلى قرية وكأنه سجال تهدف من خلاله قوات الدعم السريع نهب موارد تعينها في ظل حصار من القوات المسلحة على كل ولاية الجزيرة.

 

ما أثير من مشاهد وفيديوهات حول هذه الحادثة فندته تمامًا زيارتنا لهذه القرية أو كما تسمى كمبو طيبة. وقد استخدمت المليشيا ترسانتها الإعلامية بشكل غير أخلاقي حتى روعت المواطنين وكادت أن تعصف بالعلاقات بين دولتي السودان وجنوب السودان. فمن الحقائق التي تحصلت عليها أن كل قرى محلية أم القرى لا يوجد بها “جنوبيون” سوى أسرتين فقط في قرية “النصر المبين” المجاورة لأم حراز.

mohamed

بلو نايل بوست هي منصة إخبارية محلية وعالمية تهتم بنقل وتغطية الأحداث بكل مصداقية وحيادية. تسعى المنصة لتقديم تقارير دقيقة وشاملة عن الأحداث الجارية في مختلف المجالات، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي. يعمل فريق بلو نايل بوست على توفير معلومات موثوقة ومحايدة للقراء، بهدف توفير منصة إخبارية تساهم في زيادة الوعي والتثقيف في المجتمع. #بلو_نايل_بوست Blue Nile Post

مواضيع فى نفس السياق

زر الذهاب إلى الأعلى