اتفاق الشمال والوسط”خارطة طريق جديدة

اتفاق الشمال والوسط: تحالف استراتيجي لحماية السودان من التفكك والنهب

✍🏻 سامي النمر

في ظل التدهور الحاد الذي تعيشه الدولة السودانية، ومع استمرار حالة الانفلات السياسي والأمني، تتجه القوى الوطنية في الشمال والوسط نحو تأسيس تحالف استراتيجي منظم يسعى إلى حماية ما تبقى من تماسك البلاد والدفاع عن حقوق أهل المنطقتين.

وفي هذا الإطار، يُنتظر في القريب العاجل توقيع مذكرة تفاهم بين محمد سيد أحمد الجاكومي، رئيس كيان الشمال وقوة حماية السودان، والقائد أبوعاقلة كيكل، قائد درع السودان، بعد سلسلة من اللقاءات والحوارات العميقة التي عكست تقارباً كبيراً في الرؤى والأهداف.

هذه الخطوة جاءت ثمرة عمل منظم وتنسيق مدروس بإرادة واضحة من مناصري التنظيمين، في ظل قناعة بأن الوقت قد حان للانتقال من مربع التهميش إلى خانة الفعل السياسي والعسكري الواعي والمنضبط.

وقد شكل اللقاء الأخير بين الجاكومي وعثمان الطيب، المدير التنفيذي للهيئة القومية لإسناد درع السودان، نقطة محورية في بلورة التصورات النهائية للتحالف، وأسّس لحالة من الانسجام حول استحقاقات المرحلة القادمة.

لقاء الجاكومي – عثمان الطيب اتسم بالصراحة والجدية، وتناول سبل تمكين محور الشمال والوسط للقيام بدور فاعل في حماية حقوق المواطنين ومنع استمرار نهب الموارد، ووضع حد لحالة التهميش التي طالت البنية الاقتصادية والاجتماعية.

وقد لاقى اللقاء ترحيباً واسعاً من قواعد المنطقتين، خصوصاً في ظل تفكك الدولة المركزية وانسداد الأفق الوطني.

التحالف المرتقب بين “قوة حماية السودان” و”درع السودان” يقوم على أساس رؤية وطنية جديدة، تعيد تعريف مفهوم القوة كأداة توازن وحماية للمواطن، وليس كوسيلة صراع.

فالمعركة، كما يدرك الطرفان، لم تعد عسكرية فحسب، بل سياسية وتنموية بامتياز.

هذا التفاهم يمثل أيضاً خطوة نوعية لإعادة الاعتبار للجهات التي ساهمت تاريخياً في بناء الدولة السودانية، لكنها ظلت على الهامش دون نصيب عادل من التنمية أو السلطة.

ومن هذا المنطلق، فإن تحالف الشمال والوسط لا يسعى إلى الانغلاق الجهوي، بل يمهد الطريق نحو مشروع وطني جامع يعيد هيكلة الدولة على أسس الشراكة والعدالة.

إذا تم التوقيع الرسمي على مذكرة التفاهم خلال الأيام المقبلة، فسيشكل ذلك نقطة تحوّل في المشهد السياسي، بتحالف يسعى إلى حماية وحدة البلاد وتجاوز خطاب الإقصاء، ويمنح صوتاً جديداً لمن طال صمتهم تحت ضغوط التهميش.

القادة الوطنيون، أمثال الجاكومي وأبوعاقلة كيكل وعثمان الطيب، أمامهم اليوم فرصة تاريخية لبناء تحالف وطني فاعل، قادر على التأثير في معادلة القوة وفتح أفق جديد لإنقاذ السودان من الانهيار الشامل.