جماهير فناربخشة ترفع صوتها من المدرجات: “أوقفوا الإبادة في غزة”

تحولت مدرجات نادي فناربخشة التركي إلى منصة إنسانية عالمية بعدما رفع عشرات الآلاف من الجماهير لافتات ضخمة ورددوا هتافات تطالب بوقف الإبادة في غزة. المشهد الذي جرى خلال مباراة الدوري لم يكن عادياً، فقد تجاوز حدود الرياضة ليصبح صرخة ضمير تعبر عن موقف الشعوب الحرة في مواجهة الظلم. لم يكن الهدف هو الفوز الكروي فقط، بل إيصال رسالة واضحة بأن الدم الفلسطيني ليس رخيصاً وأن العالم يجب أن يتحرك لإنقاذ الأبرياء.

الهتافات التي دوّت في المدرجات حملت معها صدىً عالمياً، إذ انتشرت المقاطع المصورة بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي وتداولها نشطاء وسياسيون وإعلاميون معتبرين أن ما فعله جمهور فناربخشة دليل على أن الشعوب قادرة على كسر الصمت وفرض القضايا العادلة على الرأي العام العالمي. في الوقت الذي تقف فيه الكثير من الحكومات عاجزة أو مترددة، يخرج صوت الملاعب ليعبر عن الحقيقة التي يحاول كثيرون طمسها.

تركيا معروفة بتاريخ طويل من التضامن الشعبي مع فلسطين، وغالباً ما كانت الجماهير الرياضية جزءاً من هذا الموقف، من بشكتاش إلى غلاطة سراي وصولاً إلى فناربخشة. لكن ما جرى هذه المرة أخذ بعداً أكبر، لأنه جاء في ظل حرب شرسة على غزة أودت بحياة آلاف المدنيين، ولأن الرسالة انطلقت من أكبر منصة جماهيرية يمكن أن توصل الصوت إلى ملايين الناس في العالم في لحظة واحدة.

إن ما جرى في إسطنبول لا يمكن قراءته فقط كحدث رياضي، بل كرسالة إنسانية عابرة للحدود تقول إن الإنسانية فوق السياسة وإن الرياضة ليست مجرد تسلية، بل منبر للقيم والعدالة والحرية. جماهير فناربخشة لم تكتفِ بالهتاف لفريقها، بل هتفت للحق، ووجهت للعالم كله نداءً واضحاً: أوقفوا الإبادة في غزة.