أزمة ملعب فالنسيا تُحفّز برشلونة على اقتراح ثلاث حلول عاجلة لتفادي الأزمة

تعيش كرة القدم الإسبانية على وقع أزمة جديدة تتعلق بملعب مواجهة برشلونة وفالنسيا المقبلة في الدوري الإسباني، حيث وجد النادي الكتالوني نفسه أمام مأزق غير متوقع بعد أن تعذّر إقامة اللقاء في ملعبه المؤقت “مونتجويك” بسبب ارتباطه بحفل غنائي ضخم للنجم العالمي “بوست مالون”. هذا التعارض في المواعيد أجبر إدارة برشلونة ورابطة الدوري الإسباني على البحث سريعًا عن حلول بديلة لتفادي أزمة تنظيمية تهدد أحد أهم مباريات الجولة.

أولى الحلول المطروحة تمثلت في نقل المباراة إلى ملعب مونتيليفي في جيرونا، حيث يُعد الخيار الأكثر واقعية وسهولة من الناحية اللوجستية، نظرًا لقرب الملعب من برشلونة وإمكانية استيعابه للجماهير الكتالونية. هذا الحل يلقى قبولًا أوليًا لدى الرابطة، خاصة وأنه يحافظ على التوازن في حقوق الاستضافة، إلا أن السعة المحدودة لمدرجاته مقارنة بمونتجويك قد تشكل عائقًا أمام جماهير برشلونة.

الخيار الثاني كان محاولة نقل الحفل الغنائي إلى قصر سانت جوردي المجاور، وهو صالة مغطاة شهيرة في برشلونة يمكنها استيعاب الآلاف من الحضور. لكن المشكلة تكمن في أن سعة الصالة أقل من سعة مونتجويك المفتوح، إضافة إلى أن تنظيم حدث بهذا الحجم في وقت قصير قد يكون صعبًا من الناحية التقنية والتنظيمية، ما يجعل هذا الحل غير مضمون التنفيذ رغم أنه يبقى مطروحًا على الطاولة.

أما الحل الثالث والأكثر إثارة للجدل فهو إقامة المباراة في ملعب “ميستايا” معقل فالنسيا، وهو خيار يفتح الباب أمام الكثير من الجدل بسبب عامل “الأفضلية الميدانية” التي سيحظى بها الفريق المستضيف إذا تم اعتماده. ورغم أن رابطة الدوري قد تنظر في هذا الاحتمال كحل طارئ، إلا أن احتمالية اعتراض برشلونة وبعض الأندية الأخرى على هذا الخيار تبقى قائمة نظرًا لتأثيره على مبدأ العدالة التنافسية.

إدارة برشلونة تحاول جاهدة إيجاد مخرج يحافظ على مصلحتها دون التأثير على جدول الدوري، حيث أكد مقربون من النادي أن الأولوية لديهم هي خوض اللقاء في ملعب قريب يضمن أكبر حضور ممكن من جماهيرهم، وهو ما يعزز فرص ملعب جيرونا ليكون الخيار الأقرب للتنفيذ.

من جهتها، تتابع جماهير برشلونة هذه الأزمة بقلق كبير، خصوصًا في ظل الأهمية الكبيرة التي تحملها مواجهة فالنسيا في سباق المنافسة على الليغا. فالمباراة ليست مجرد لقاء عادي في الدوري، بل اختبار حقيقي للفريق الكتالوني ومدربه في ظل بداية موسم يتطلع فيه الجميع لتحقيق نتائج قوية تعوض خيبات المواسم الماضية.

وبين هذه الحلول الثلاثة، تبقى كل الاحتمالات قائمة بانتظار القرار النهائي من رابطة الدوري الإسباني، الذي من المتوقع أن يصدر خلال الأيام القليلة المقبلة. وبرغم الجدل، فإن الأكيد أن هذه الأزمة تعكس مدى التداخل بين الرياضة والفعاليات الترفيهية الكبرى، وتُبرز التحديات التي يواجهها برشلونة في فترة انتقالية صعبة بعيدًا عن معقله التاريخي “كامب نو”.