صافرات وشتائم في الملعب، وفينيسيوس يرد بتحدٍ واحتفال مثير

شهدت مباراة ريال مدريد وأوفييدو في الدوري الإسباني أحداثاً مثيرة للجدل كان بطلها النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي وجد نفسه مرة أخرى في مواجهة سلوك عدائي من بعض الجماهير، حيث تعرض اللاعب لصافرات استهجان متواصلة منذ لحظة نزوله إلى أرضية الملعب وحتى نهاية اللقاء، بل إن الأمور وصلت إلى حد التهديدات بالقتل بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الإسبانية، في صورة جديدة من صور الكراهية التي بات اللاعب ضحيتها بشكل متكرر في الملاعب الإسبانية.

ومع دخول فينيسيوس بديلاً في الشوط الثاني اشتعلت الأجواء أكثر، فقد استقبله جمهور أوفييدو بعبارات عنصرية وتهكمات علنية، الأمر الذي انعكس على رد فعله بعد تسجيله الهدف الثالث لريال مدريد في الوقت بدل الضائع، حيث احتفل بطريقة مثيرة حين أشار برقم “2” في إشارة إلى وضعية أوفييدو المهددة بالهبوط إلى الدرجة الثانية، وهو ما اعتبره الكثيرون احتفالاً مستفزاً أراد من خلاله اللاعب الرد على الشتائم والتهديدات التي تلقاها طوال دقائق المباراة.

لم يتوقف الموقف عند هذا الحد، إذ قامت بعض الجماهير الغاضبة بقذف زجاجة مياه تجاه فينيسيوس أثناء احتفاله لتتدخل الأجهزة الأمنية والحكم لاحتواء الموقف، بينما وقف زملاؤه وعلى رأسهم كيليان مبابي بجانبه للدفاع عنه في لحظة بدت مشحونة بالتوتر داخل الملعب.

وبعد المباراة صرّح المقربون من اللاعب أن فينيسيوس لم يعد يحتمل تلك التصرفات وأنه يرى نفسه دائماً مستهدفاً من جماهير الخصوم، ومع ذلك فقد أكد التزامه بالرد داخل المستطيل الأخضر فقط، سواء بالتسجيل أو بصناعة الفارق لفريقه، بينما أثارت لقطاته موجة واسعة من الجدل بين محللين وصحفيين انقسموا بين من اعتبره ضحية لاستفزازات متكررة يجب أن تتوقف وبين من رأى أن احتفاله المستفز لم يكن الخيار الأمثل وكان من الممكن أن يكتفي بالرد الرياضي عبر تسجيل الهدف.

ورغم الجدل فإن الواقعة سلطت الضوء مجدداً على أزمة العنصرية في الملاعب الإسبانية وفتحت باب النقاش حول الإجراءات التي يجب على رابطة الليغا اتخاذها لحماية اللاعبين وضمان بيئة تنافسية صحية خالية من السلوكيات المتطرفة، خصوصاً وأن فينيسيوس أصبح أيقونة في حملة محاربة العنصرية، ولا يمر موسم إلا وكان اسمه مرتبطاً بأحداث من هذا النوع، وهو ما قد ينعكس سلباً على صورته الذهنية كلاعب شاب يمتلك الموهبة والإمكانيات ليكون أحد أفضل نجوم العالم في السنوات المقبلة.