فابريغاس يغلق الباب أمام رحيل نجم ريال مدريد المُعار
الخرطوم : بلو نايل بوست

يشهد الدوري الإيطالي هذا الموسم قصة لافتة للأنظار، حيث نجح نادي كومو في خطف الأضواء بفضل تألق مجموعة من المواهب الشابة القادمة من ريال مدريد، وذلك تحت قيادة المدرب الإسباني سيسك فابريغاس، الذي أثبت منذ توليه المهمة أنه لا يخشى منح الفرصة للاعبين الصاعدين وإبراز قدراتهم.
في مقدمة هؤلاء يبرز اسم النجم الأرجنتيني الشاب نيكو باز، أحد أبرز منتجات أكاديمية ريال مدريد، والذي يقدم مستويات رائعة مع كومو منذ بداية الموسم. اللاعب أظهر نضجاً كبيراً في أسلوب لعبه، حيث يجمع بين المهارة والسرعة والقدرة على صناعة الفارق في الهجوم، وهو ما جعله محط أنظار الصحافة والجماهير على حد سواء.
فابريغاس من جانبه لعب دوراً محورياً في تطوير هذه المواهب، إذ اعتمد أسلوباً قائماً على الاستحواذ والتمرير السريع، وهو ما ساعد اللاعبين على إبراز إمكاناتهم بشكل أفضل. المدرب الإسباني أكد في تصريحات سابقة أنه لا ينوي التفريط في نيكو باز خلال سوق الانتقالات، مشدداً على أن اللاعب سعيد في كومو ويملك مساحة للتطور بعيداً عن الضغوط الكبيرة التي قد يواجهها في ريال مدريد.
من جانب آخر، يراقب ريال مدريد عن قرب أداء لاعبيه المعارين، حيث يرى في تجربة كومو فرصة ذهبية لصقل المواهب ومنحها الخبرة الأوروبية قبل عودتها إلى صفوف الفريق الأول. إدارة النادي الملكي تؤمن بأن مثل هذه الإعارات ليست مجرد خطوة انتقالية، بل هي جزء من استراتيجية بعيدة المدى تهدف لبناء جيل قادر على الاستمرار في المنافسة على أعلى المستويات.
كومو استفاد بشكل واضح من هذه السياسة، إذ بات الفريق ينافس بقوة في الكالتشيو بفضل طاقة وحماس هؤلاء اللاعبين الشباب. انتصاره على فرق كبرى في الدوري أثبت أن الرهان على العناصر الواعدة يمكن أن يحقق نتائج إيجابية على المستويين الفني والتنافسي.
باختصار، ما يحدث مع كومو هذا الموسم يقدّم مثالاً واضحاً على أن الإعارات المدروسة قد تكون مكسباً مزدوجاً، حيث يستفيد النادي المُعار إليه من خدمات اللاعبين، بينما يحصد النادي الأم ثمار تطور مواهبه. وإذا استمر نيكو باز وزملاؤه على نفس النهج، فإن عودتهم إلى ريال مدريد ستكون أقرب مما يتوقع الكثيرون، وربما نجدهم قريباً بين أعمدة مشروع النادي الملكي للمستقبل.