الولايات المتحدة تتهم الدعم السريع بارتكاب ‘إبادة جماعية

ألقت السفيرة دوروثي شيا، نائبة المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، بيانًا أمام مجلس الأمن الدولي يوم الخميس 30 أكتوبر 2025، أدانت فيه بأشد العبارات أعمال العنف المروّعة التي تشهدها مدينة الفاشر، ووصفت الوضع بأنه مأساوي وصادم في آنٍ واحد.

أكدت السفيرة أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبت إبادة جماعية، مشيرة إلى أن هذه القوات تواصل قتل الرجال والفتيان، وحتى الرضع، بشكل منهجي، وتستهدف النساء والأطفال بالاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي الوحشي، مؤكدة أن هذه الجرائم ذات دوافع عرقية.

وأوضحت أن ميليشيات الدعم السريع تستهدف المدنيين أثناء فرارهم، وتمنع وصول الإمدادات المنقذة للحياة إلى من تبقى منهم، داعية إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الفظائع، بما في ذلك عبر فرض العقوبات، استنادًا إلى ما ورد في تقرير فريق خبراء عقوبات السودان الأخير.

وأشارت إلى أن نظام العقوبات الذي أُنشئ بموجب القرار 1591 يهدف إلى تحقيق السلام في دارفور، وقد حان الوقت لتحديث قائمة العقوبات الخاصة بالسودان، مؤكدة ضرورة أن يستخدم مجلس الأمن جميع أدواته المتاحة لتسهيل عملية السلام.

دعت الولايات المتحدة جميع أطراف الصراع في السودان إلى وقف الأعمال العدائية فورًا، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع مناطق البلاد، وحماية المدنيين، مشددة على أن التعهدات الإنسانية من قبل قوات الدعم السريع لا تكفي ما لم تُنفذ فعليًا.

كما دانت السفيرة قيام القوات المسلحة السودانية بطرد موظفي برنامج الأغذية العالمي مؤخرًا، معتبرة ذلك خطوة تعرقل الجهود الإنسانية.

وأكدت أن إنهاء الحرب في السودان يمثل أولوية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها والأطراف المعنية لحل الأزمة، مركزة على تحقيق هدنة إنسانية فورية، ووقف الدعم الخارجي للأطراف المتحاربة، ودفع عملية الانتقال إلى حكم مدني.

واختتمت السفيرة بيانها بالتأكيد على أن مستقبل السودان يجب أن يقرره الشعب السوداني عبر عملية انتقالية مدنية محايدة وشاملة وشفافة، باعتبارها السبيل الوحيد لمنع انتشار الصراع ومواجهة التطرف وتعزيز الاستقرار في البلاد.