أدلة متصاعدة تربط الإمارات بتمويل وتسليح ‘الدعم السريع’
الخرطوم :بلو نايل بوست Blue Nile Post

عاجل – الأدلة تتزايد على مشاركة الإمارات في حرب السودان
كشفت صحيفة التايمز البريطانية عن تصاعد الأدلة التي تربط الإمارات بتمويل وتسليح الصراع الدامي في السودان، رغم النفي الرسمي المستمر من أبوظبي.
بدأت خيوط القصة من نقطة تفتيش نائية في شمال دارفور، حين أوقف جنود سودانيون قافلة تحمل صناديق ذخيرة تحمل حروفاً سلافية غريبة، ما أثار الشكوك حول مصدرها.
تشير التحقيقات إلى أن قوات الدعم السريع، التي كانت في الأصل ميليشيا الجنجويد المسؤولة عن مذابح دارفور قبل عقدين، تحولت بفضل تدفق السلاح والذهب إلى واحدة من أقوى الجيوش غير النظامية في إفريقيا.
زعيمها محمد حمدان دقلو “حميدتي” بنى إمبراطورية قائمة على الذهب والسلاح ورعاية قوى أجنبية، وتزداد المؤشرات التي تربط ترسانته العسكرية بدعم قادم من الخليج، وبالأخص من الإمارات.
بحسب مايكل جونز من معهد الخدمات الملكية المتحدة في لندن، رُصدت أدلة قوية لدى مراقبي الأمم المتحدة وأجهزة استخبارات غربية تشير إلى تورط الإمارات في تزويد الدعم السريع بالسلاح، عبر شبكات تهريب تمر بليبيا وأوغندا وإفريقيا الوسطى وتشاد، وتشمل طائرات مسيّرة ومدافع وآليات عسكرية ومعدات لوجستية.
ورغم تصريحات أنور قرقاش التي تؤكد أن الإمارات “تسعى لوقف إطلاق النار والانتقال للحكم المدني”، إلا أن تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان توثق أنماطاً مقلقة من شحنات مشبوهة وذخائر تحمل أرقاماً تعود إلى مخازن إماراتية، فضلاً عن تفاخر قادة في الدعم السريع بتلقيهم دعماً خارجياً.
تقرير أممي مسرّب كشف عن رحلات شحن جوية من الإمارات إلى قواعد في تشاد خلال العام الماضي، جرى إخفاؤها عمداً لتفادي الكشف عنها، وهو المسار نفسه الذي يُستخدم لتهريب الأسلحة إلى غرب السودان.
وتصرّ أبوظبي على أن هذه الرحلات إنسانية فقط، بينما أكدت نيويورك تايمز أن الرحلات كانت شبه يومية منذ يونيو 2023.
يرى محللون أن الإمارات تسعى لترسيخ موقعها كقوة إقليمية متوسطة النفوذ ومعادية للتيار الإسلامي، في حين يحاول الدعم السريع إعادة تقديم نفسه بواجهة علمانية.
وسلّط سقوط مدينة الفاشر بعد حصار طويل الأنظار على الدور الخارجي في تغذية الحرب، حيث تحدث الناجون عن مجازر وجرائم مروّعة يمكن رؤيتها من صور الأقمار الصناعية.
دبلوماسيون غربيون أكدوا أن رسائل عتاب هادئة وُجّهت إلى أبوظبي، بينما تطالب منظمات حقوقية بتحقيق رسمي حول احتمال خرق الإمارات لحظر الأسلحة المفروض على السودان.
وحتى داخل واشنطن، بدأ الاعتراف سراً بأن الأدلة على تورط الإمارات أصبحت صعبة التجاهل.
تحقيقات أممية كشفت أن قذائف هاون بلغارية الصنع وصلت إلى السودان بعد تصديرها قانونياً إلى الإمارات عام 2019، وتتبع الأرقام التسلسلية قاد إلى مصنع بلغاري أكد البيع ونفى الترخيص لإعادة التصدير، ما يشير إلى تحويلها عبر تشاد.
كما ظهرت مكونات بريطانية في الميدان كانت قد بيعت للإمارات وأُعيد تصديرها في خرق لاتفاقيات الاستخدام النهائي.
وراء تدفق السلاح يكمن دافع اقتصادي خفي: الذهب.
السودان ثالث أكبر منتج للذهب في إفريقيا، وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم المناجم في دارفور، حيث يُهرَّب المعدن عبر تشاد وإفريقيا الوسطى إلى دبي ليُدمج داخل سوق الذهب الإماراتي.
هذه التجارة تمثل شريان تمويل رئيسي للحرب، تمكّن المليشيا من شراء الأسلحة ودفع رواتب مقاتليها، وتمنح داعميها في الخارج أرباحاً ونفوذاً متزايداً على حساب دماء السودانيين.






