الكرة الذهبية بين الماضي والحاضر: ديمبيلي يسعى لتكرار إنجاز الفرنسيين الكبار
الخرطوم : بلو نايل بوست

تُعد جائزة الكرة الذهبية الحلم الأكبر لكل لاعب كرة قدم، ومع كل نسخة جديدة يتجدد النقاش حول النجوم المرشحين للفوز بها، ومن بينهم يبرز اسم الفرنسي عثمان ديمبيلي الذي يعيش فترة من التألق، ما جعله محط أنظار الجماهير والإعلام. وبات السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن أن يسير ديمبيلي على خطى أساطير بلاده الذين رفعوا الكرة الذهبية من قبل مثل زين الدين زيدان وكريم بنزيما؟
فرنسا تمتلك تاريخاً زاخراً مع الجائزة المرموقة، فقد كان الأسطورة ميشيل بلاتيني من أوائل من بصموا باسم بلادهم على الجائزة بعدما توج بها ثلاث مرات متتالية في ثمانينيات القرن الماضي، ليؤكد هيمنة الفرنسيين على حقبة كاملة من كرة القدم الأوروبية. تلاه النجم زين الدين زيدان الذي حمل الكرة الذهبية عام 1998 بعد قيادته منتخب فرنسا للفوز بكأس العالم، ليبقى أيقونة كروية خالدة في ذاكرة عشاق اللعبة. وفي السنوات الأخيرة، كتب كريم بنزيما اسمه بأحرف من ذهب حين حصد الجائزة عام 2022 بعد موسم استثنائي مع ريال مدريد، ليعيد الكرة الذهبية إلى فرنسا بعد غياب دام أكثر من عقدين.
أما اليوم، فإن عثمان ديمبيلي يطمح للسير في نفس الدرب. اللاعب الذي مر بفترات صعبة مليئة بالإصابات والتقلبات، بدأ يستعيد بريقه تدريجياً، ليظهر أكثر نضجاً وثباتاً مع ناديه الحالي ومنتخب فرنسا. موهبته الفطرية، سرعته الكبيرة، وقدرته على اللعب بالقدمين جعلته ورقة هجومية يصعب إيقافها عندما يكون في كامل جاهزيته البدنية والذهنية.
المقارنة بين ديمبيلي وزيدان أو بنزيما قد تبدو مبكرة للبعض، لكن مسيرة اللاعب الفرنسي الشاب ما زالت مفتوحة على جميع الاحتمالات. فإذا واصل الحفاظ على لياقته وتقديم مستويات عالية في البطولات الكبرى مثل دوري الأبطال وكأس الأمم الأوروبية أو كأس العالم، فإن حلم الكرة الذهبية لن يكون بعيد المنال.
الطريق إلى الجائزة لا يمر فقط عبر المهارات الفردية، بل يتطلب أيضاً نجاحات جماعية مع الأندية والمنتخب، وهو ما يدركه ديمبيلي جيداً. فقد أشار في تصريحات سابقة إلى أن هدفه الأساسي هو مساعدة فريقه ومنتخب بلاده على التتويج بالبطولات، مؤكداً أن الجوائز الفردية تأتي كنتيجة طبيعية للعمل الجماعي والتفاني داخل الملعب.
الجماهير الفرنسية تتابع تطور ديمبيلي بشغف، فالبعض يراه الخليفة الطبيعي لزيدان وبنزيما في قائمة المتوجين بالكرة الذهبية، بينما يعتقد آخرون أن الأمر يحتاج لعمل ضخم وتضحيات كبيرة للحاق بركب الأساطير. لكن المؤكد أن اللاعب يملك كل الأدوات التي قد تضعه على طريق الحلم الذهبي إذا حافظ على استمراريته وتجنب لعنة الإصابات التي عرقلت مسيرته سابقاً.
ومع اقتراب مواعيد البطولات الكبرى، ستكون العيون مسلطة على ديمبيلي لمعرفة ما إذا كان قادراً على تكرار إنجازات أساطير فرنسا الذين رفعوا الذهب، أو أنه سيبقى مجرد موهبة لامعة لم تصل إلى قمة المجد الفردي.