مشاهد من داخل مستشفيات شرق النيل
الخرطوم :بلو نايل بوست Blue Nile Post

حمى الضنك.. أزمة صحية متفاقمة في شرق النيل
بقلم: الإعلامي إبراهيم ساعد – الجمعة 5 سبتمبر 2025م
أتيح لي مساء أمس أن أرافق أحد الأصدقاء في جولة ميدانية داخل عدد من المستشفيات بشرق النيل، لأقف عن قرب على المشهد الصحي المتأزم نتيجة تزايد حالات الإصابة بحمى الضنك.
ازدحام المستشفيات
شهدت المستشفيات الخاصة توافدًا غير مسبوق للمرضى، حتى أن صديقي “عمر” علق ساخرًا: “اليومين ديل العايز يستثمر في شرق النيل يفتح مستوصف خاص”.
في مستشفى الكرامة الجديد بتقاطع الطريق الدائري كان الزحام خانقًا، ولتوفير الوقت انتقلنا إلى مستشفى بشائر في حي الفيحاء، لكن المشهد لم يختلف كثيرًا.
حالات مرهقة وفحوصات محدودة
غالبية المرضى كانوا في حالة إعياء شديد وهبوط واضح. نتائج الفحوصات تكاد لا تخرج عن ثلاث تشخيصات متكررة: الملاريا، التيفويد، أو الضنك.
منظر مؤلم لطفل في حدود الثالثة عشرة يحمله شقيقه على كتفه، وآخرون يتنقلون بالكراسي المتحركة أو يستندون إلى مرافقيهم.
توفر الدواء والاحتياجات
الأدوية والحقن متوفرة داخل صيدلية مستشفى بشائر، كما توجد صيدلية تباشير المجاورة لتغطية النقص. المنطقة المحيطة نشطة، تتوفر فيها وسائل المواصلات (الركشات)، إضافة إلى محلات وبقالات وكافتيريات مثل سوبر ماركت الإحسان.
الحاجة إلى تحرك عاجل
الوضع يتطلب تسريع عمليات إصحاح البيئة، وتنفيذ حملات حقيقية على الأرض لمكافحة البعوض الناقل للمرض، بعيدًا عن البيانات الإعلامية لوزارة الصحة ومحليات الخرطوم.
لم يُسجَّل حتى الآن توزيع منظم للناموسيات، فيما تقتصر حملات الرش الضبابي على جهود فردية من الأهالي.
عبء اقتصادي إضافي
تكاليف العلاج والأدوية أصبحت مرهقة للأسر، خصوصًا في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، مما يضاعف معاناة المرضى وذويهم.
> الخلاصة: الوضع في شرق النيل ينذر بخطر صحي داهم، ولا بد من استجابة عاجلة تعكس مسؤولية الدولة تجاه صحة مواطنيها، حمايةً للأرواح ورفعًا للمعاناة.






