شهادة وفاء نبيل عبدالوهاب.. من ميادين النضال إلى دروب العطاء الإنساني
الخرطوم :بلو نايل بوست Blue Nile Post

بين زحام الأخبار وضجيج الأحداث التي تعصف ببلادنا، يطل علينا مشهد مختلف يبعث الأمل ويوقظ فينا روح الوطنية الصادقة.
فقد تابعتُ عبر وسائل الإعلام والتلفزيون الخطوات الجليلة التي يقودها الأخ العزيز المناضل نبيل عبدالوهاب، في مشروع نقل معدات طبية من سويسرا إلى السودان، في وقت يعيش فيه الوطن ظروفاً قاسية، ويكابد الإنسان السوداني معاناة الحياة وضيق الإمكانات.
لقد غمرني هذا المشهد بالفرح والفخر، إذ يعكس عملاً وطنياً خالصاً ونبلاً إنسانياً صادقاً لا يصدر إلا من شخصٍ عرف معنى النضال، وعاش قيمه واقعاً لا شعاراً.
فقد عرفت الأخ نبيل في عام 1991 بسويسرا، حين جمعتنا ميادين النضال وحقوق الإنسان في جنيف، وتواثقنا على مبادئ الحرية والعدالة، وسلكنا معاً دروب الكفاح إلى جانب قيادات من أجيال مختلفة حملت هم الوطن بكل تنوعه وألوانه.
تلك السنوات صقلتنا بالتجارب، وعلّمتنا أن الإنسان يُختبر في مواقفه لا في أقواله. واليوم، أرى الأخ نبيل يواصل المسيرة ذاتها، يقود عملاً نوعياً وإنسانياً، يتجاوز الصعاب والعقبات ليصل إلى الأهل والوديان في كل دروب السودان. هو ذات النبيل الذي عرفناه: ثابتٌ في المبدأ، صبورٌ في الميدان، لا تكسره الأحداث بل تزيده التجارب صلابة وبصيرة.
إن ما يقوم به اليوم من جهدٍ طوعيٍّ وإنسانيٍّ عظيم، لا يقدر عليه كثيرون ممن يحملون فقط أوراقاً تثبت انتماءهم للسودان، لكن تنقصهم الإرادة والإيمان الحقيقي بالعمل العام.
فالعقبات كثيرة، والأنانية والأجندات الذاتية باتت عائقاً أمام أي جهد وطني صادق. ومع ذلك، يبقى هناك من يؤمن بأن خدمة الوطن ليست شعاراً بل مسؤولية.
ومن هذا المنطلق، أجد نفسي مؤيداً وداعماً لمبادرة الأخ نبيل، وأمد له يدي لنتحدى الصعاب معاً ونمضي نحو ما فيه خير وطننا، مستندين إلى ما تبقى من العمر كزمنٍ للوفاء والإنجاز، لا للندم أو التراجع.
إلى أخي المناضل نبيل عبدالوهاب،
لك مني كل التحية والتقدير، ومزيداً من العزم والمثابرة في درب العطاء.
فأمثالك هم من يصنعون الفرق ويثبتون أن السودان لا يزال بخير.
آدم عمر – لوزان